وصحبته أربعة من تلامذته هم الذين يخاطبون الكتخدا أو يكلمونه، ثم أمر أشخاصا من العساكر بأخذه، فأخذوه وذهبوا به إلى بولاق وأنزلوه فى مركب وانحدروا به، ثم غابوا حصة وانقلبوا راجعين، وبعد ذلك تبين أنهم قتلوه وألقوه فى البحر وقتلوا من كان معه إلا واحدا ألقى بنفسه فى البحر وسبح فى الماء وطلع البر وهرب وانقضى أمره، انتهى.
[(بنهو)]
بموحدة فنون فهاء فواو، قرية صغيرة من قسم طحطا بمديرية جرجا، قبلى بندر طحطا بأقل من ساعة فى داخل حوض بنهو وبنى عمار. وأكثر أهلها مسلمون وفيهم كرم وبشاشة، ولهم مضايف حسنة، ولهم اعتناء بالصلاة والأذان والأذكار، فلذا يوجد بها أربعة مساجد عامرة نظيفة، ويصلون الجمعة فى واحد منها وهو أقدمها، وفوق بعض دورها أبراج حمام ونخيلها كثير حولها وفى داخل المنازل، ويتسوّقون من سوق طحطا يوم الخميس. وعدة أهلها ذكورا وإناثا نحو الألفين، وتكسبهم من الفلاحة.
وفى غربيها بنحو ربع ساعة قرية بنى عمار على الجسر الخارج من طحطا المعروف بجسر بنى عمار، وهى أصغر من بنهو وأوصافها كأوصافها، وغربى بنى عمار بأقل من ساعة قرية عنيبس على جسر عنيبس. وغربى عنيبس بأقل من ساعة ناحية نزة تفصل بينهما ترعة السوهاجية.
[(بنود)]
قرية من قسم قنا، كانت قديما رأس قسم، وأغلب أبنيتها من الآجر، وبها جامع بمنارة، وأبراج حمام، ولها سوق يجتمع فيه خلق كثيرون. وهى على الشاطئ الشرقى من النيل، وناحية الخربة فى بحريها على نحو ساعتين، وتجاهها فى الغرب ناحية البلاص المشهورة بعمل جرار الفخار، وكذا دير البلاص الواقع فى غربيها إلى بحرى، على نحو نصف ساعة، وناحية الزوايدة بحرى طوخ، فإن جميع الجرار المنتشرة فى القطر من هذه البلاد، ويصنعون أيضا أوانى من الفخار مثل المناقد والقلل والقسوط وغيرها من الأوانى المستعملة فى الأرياف، وقد تكلمنا على تلك الصنعة وطينتها فى الكلام على ناحية البلاص، وبهذه القرية شجر المقل بكثرة-كقرية الدير- وفيها جناين وفى قرية طوخ أيضا جنينة لعمدتها متسعة ذات فواكه.