الفراقل يفرقعون بها فرقعة متتابعة، ومازالوا على ذلك إلى أن دخلوا المشهد الحسينى وجلسوا بالمسجد يذكرون، ودخلوا بيت السيد عمر مكرم وهم يفرقعون، وأقاموا بالمسجد إلى العصر. فدعاهم إنسان من الأجناد يقال له إسماعيل كاشف أبو مناخير، وكان له فى الشيخ المذكور اعتقاد فذهبوا معه إلى المنزل فعشاهم وباتوا عنده. ولما طلع النهار ركب الشيخ بغلة الجندى وذهب بطائفته إلى ضريح الإمام الشافعى، وجلس بالمسجد مع أتباعه يذكرون، فبلغ خبره كتخدا بيك فكتب تذكرة وأرسلها إلى السيد عمر بطلب الشيخ المذكور للتبرك به وأكد فى الطلب، وكان قصده أن يفتك به، فعلم السيد عمر ما يريد فأرسل إليه يقول له: إن كنت من أهل الكرامة فأظهر كرامتك وإلا فاذهب وتغيب. وكان صالح أغاقوج لما بلغه خبره ركب فى عساكره وذهب إلى مقام الإمام الشافعى، وأراد القبض عليه، فخوّفه الحاضرون وقالوا له لا ينبغى التعرّض له فى ذلك المكان فإذا خرج فدونك وإياه، فعند ذلك خرج ينتظره بقصر شويكار فتباطأ الشيخ إلى قريب العصر، ثم خرج من الباب القبلى وتفرّق عنه الكثير من المجتمعين عليه، فذهب إلى مقام الليث بن سعد، ثم سار من ناحية الجبل وذهب أتباعه وغلمانه إلى بيت إسماعيل كاشف الذى باتوا به، ولما وصل إلى ناحية الصحراء لحقه الحاج سعودى الجناوى مختفيا وبلغه رسالة السيد عمر، ورجع إليه فوجد كتخدا بيك وصالح أغا حضرا إلى السيد عمر يسألانه عنه فأخبرهما أنه ذهب ولم تلحقه المراسيل، فاغتاظ الكتخدا، وقال: نرسل إلى كاشف القليوبية بالقبض عليه وانصرفوا، وقصدت العساكر بيت إسماعيل كاشف المذكور فقبضوا على الغلمان وأخذوهم إلى دورهم ولم ينج منهم إلا من كان بعيدا أو هرب، وتفرقت أتباعه ذوات اللحى، وأما الشيخ فسار من طريق الصحراء حتى وصل إلى بهتيم، وذهب إلى نوب، فعرف بمكانه الشيخ عبد الله البنهاوى، الذى كان أغراه على الحضور إلى مصر، ولما سقط فى يده تبرأ منه. وذهب إلى الكتخدا وطلب له أمانا وأخبره أنه مختف فى ضريح الإمام الشافعى فأعطاه أمانا/وذهب به إليه وأحضره من نوب، فلما حضر عند الكتخدا قال له: أرخ لحيتك واترك ما أنت عليه، وأقم ببلدك وأعطيك طينا تزرعه، ولا تتعرض لأحد ولا أحد يتعرّض لك، والشيخ ساكت لا يتكلم