ومن علمائها أيضا كما فى خلاصة الأثر: الشيخ محمد بن عبد الخالق المنزلاوى الشافعى. الإمام العلامة الصالح الولى الزاهد الجامع بين العلم والعمل، المجد فى بث العلوم النافعة. كان عالما متفننا، وكان يختم كل سنة نحو عشرة كتب كبار فى فنون، وقراءته تحت اللفظ، لا يتعدى المقصود بالذات من الكتاب. ويقول: القراءة هكذا فى هذه الأزمان، فإن الهمم قصرت والأفهام كلت. مع كونه إذا سئل عن مشكل فى الكلام أجاب عنه بأحسن العبارة.
ومن شيوخه: البرهان اللقاتى، والنور الزيادى، وسالم الشبشيرى، وأحمد الغنيمى، والنور على الحلبى وغيرهم. وعنه أخذ أكثر المدركين من مشايخ العصر منهم: منصور الطوخى، وسليمان الشامى، وداود الرحمانى، وأحمد البشبيشى.
وأفلج فى آخر عمره واستمر به الفالج سنين وهو ببيته، ومع ذلك كان يدرس وهو بهذا الحال. وسبب فلجه كثرة انهماكه على الجماع، بحيث لا يتركه ليلا ولا نهارا. وكان له عدة نساء وسرارى. قال: ونصحنى بعض شيوخى عن ذلك وقال لى: إن كثرته هكذا تورث الفالج بالتتبع، فلم يفدنى ذلك حتى كان فى أمر الله تعالى ما كان.
واجتمع به صاحبنا الفاضل الأديب مصطفى بن فتح الله. وسمع عليه طرفا من تفسير الجلالين، ومن شرح الألفية للمرادى بقراءة شيخه الفهامة موسى بن حجازى الواعظ. وذلك بعدما أفلج، وأجاز بمروياته. قال: وأخبرنا عن شيخه العلامة طه السفطى أنه كان يأتى إلى الدرس بعصا يضرب بها من يسأله سؤالا غير مناسب للمقام. واتفق أنه كان يوما يقرأ فى مختصر خليل، فسأله بعض طلبته سؤالا من ذلك فضربه. فقال بديهة: