للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إقطاع يعمل عشرين ألفا وخمسة وعشرين ألفا، ثم اعتقله الناصرين قلاوون نحوا من ثمانى سنين، ثم أفرج عنه وأعطاه إمرة أربعين، ثم إمرة مائة، ثم قدمه على ألف وجعله من أمراء المشورة. وبعد موت الملك الناصر أخرجه الملك الصالح إسماعيل بن محمد إلى نيابة حماة ثم إلى نيابة غزة، ثم أحضره إلى مصر وقرره على ما كان عليه، ثم توجه لحصار الناصر أحمد بن محمد بن قلاوون فى الكرك، فرمى إليه بالمنجنيق فلم يخطئ القلعة وهدم منها جانبا، وأمسك أحمد وذبحه صبرا وبعث برأسه إلى الصالح إسماعيل. ولم يزل على حاله إلى أن مات فى منزله بالكبش يوم الخميس تاسع رمضان سنة خمس وأربعين وسبعمائة، ودفن بمدرسته وكانت جنازته حافلة إلى الغاية. قد سمع الحديث وروى وصنف شرحا كبيرا على مسند الشافعى وأفتى فى آخر عمره على مذهب الشافعى وكتب خطه على فتاوى عديدة، وكان خبيرا بالأمور عارفا بسياسة الملك وانتفع به جماعة من الكتاب والأكابر والعلماء، وله من الآثار الجميلة جامع بمدينة غزة وحماة ومدرسة وخان للسبيل، وهو الذى مدّن غزة وبنى بها مارستانا وعمر بها الميدان والقصر، وبنى ببلد الخليل جامعا سقفه منه حجر نقر، وعمل الخان العظيم بقاقون والخان بقرية الكثيب، والقناطر بغابة أرسوف وخان رسلان فى حمراء بيسان، ودارا بالقرب من باب النصر، ودارا بجوار مدرسته على الكبش، وسائر/عمائره ظريفة أنيقة محكمة متقنة مليحة انتهى باختصار.

[ترجمة الأمير سلار]

وأما الأمير سلار فقد ترجمه الصلاح الكتبى فى كتاب فوات الوفيات الذى ذيل به تاريخ ابن خلكان فقال: هو الأمير سيف الدين سلار التسترى الصالحى المنصورى كان من مماليك الصالح علاء الدين على بن المنصور قلاوون، ثم صار من خاصة المنصور، ثم اتصل بخدمة الأشرف وحظى عنده، وكان عاقلا تاركا للشر ينطوى على دهاء وخبرة، وكان صديق السلطان حسام الدين لاجين، ندب لإحضار الملك الناصر من الكرك فأحضره، وركن إلى عقله فاستنابه وقربه على الجميع. ونال من سعادة الدنيا ما لا يوصف، وجمع من الذهب قناطير مقنطرة حتى اشتهر أن مدخله كل يوم مائة ألف درهم، واستمر فى دست النيابة إحدى عشرة سنة. وكان إقطاعه بضعة وثلاثين طبلخاناه، ثم إنه طلب الأمان على أنه يقيم بالقدس يعبد الله تعالى فأجيب إلى ذلك، ودخل القاهرة بعد أن أقام أياما بالبرية ينوبه كل يوم ألف درهم وأربعون غرارة شعيرا، ثم اعتقله السلطان ومنعه الزاد حتى مات جوعا. قيل: إنه أكل زرموزته. وقيل: خفه. وكان أسمر لطيف القد لحيته فى حنكه سوداء، وهو من التتار الأويرانية. مات فى أوائل الكهولة فى سنة عشر وسبعمائة،