للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأذن السلطان للجاولى أن يتولى خزانته وجنازته ودفنه فدفنه بتربته عند الكبش بالقاهرة. وكان ظريفا فى لبسه، اقترح أشياء فى الملبس وهى إليه منسوبة، وكذلك فى المناديل، وفى قماش الخيل، وفى آلة الحرب.

قال الجوزى: قيل إنه أخذ له ثلاثمائة ألف ألف دينار، وشئ كثير من الجواهر والحلل والسلاح والغلال لا يكاد يحصر. قال الشيخ شمس الدين الجوزى: وهذا مستحيل، لأن ذلك يجئ وقر عشرة آلاف بغل. ثم قال: نقلت من ورقة بخط علم الدين البرزالى قال: دفع إلىّ جمال الدين بن النويرة ورقة بتفصيل بعض أموال سلار وقت الحوطة عليه فى أيام متعددة:

يوم الأحد: تسعة عشر رطلا بالمصرى، زمرد وياقوت رطلان، بلخش رطلان ونصف، صاديق ستة ضمنها جواهر وفصوص ألماس وغيره، لؤلؤ كبار مدوّر ما زنته درهم إلى مثقال، ألف ومائة وخمسون حبة ذهب، مائتا ألف وأربعون ألف مثقال دراهم، أربعمائة ألف وسبعون ألف درهم.

يوم الاثنين: ذهب مائة ألف وخمسون ألف دينار وألف ألف درهم وخمسون ألفا، فصوص رطلان ونصف، مصاغ عقود وأساور وزنود وحلق أربعة قناطير بالمصرى، وقضبان وأوان وطاسات وهواوين وأطباق وغير ذلك ستة قناطير.

يوم الثلاثاء: خمسة وأربعون ألف دينار وثمانية آلاف ألف درهم، وهلة وسناجق ثلاثة قناطير.

يوم الأربعاء: ذهب ألف ألف دينار وثمانمائة ألف درهم، أقبية ملونة بفروة قماقم ثلاثمائة قباء، أقبية سنجاب أربعمائة قباء، سروج مزركشة مائة سرج.

ووجد عند صهره الأمير موسى ثمانية صناديق من جملة ما فيها عشر جواشن مجوهرة سلطانية وتركاش ما يقوّم، ومائة ثوب طردوحش، وحضر صحبته من الشوبك خمسون ألف دينار وخمسمائة ألف درهم، وثمانمائة خلعة وجركاة أطلس معدنى مبطنة بأزرق وبابها زركش، وثلاثمائة فرس، ومائة وعشرون قطار بغال ومثلها جمال، كل هذا سوى الأنعام، والجوارى والغلمان، والأملاك والعدد والقماش.

ذكروا أنه عوقب كاتبه فأقرأنه يحمل إليه كل يوم ألف دينار ما يعلم بها غيره. وقيل:

إن مملوكا دلهم على كنز له مبنى فى داره، فوجدوا أكياسا، وفتحوا بركة فوجدوها مملوءة أكياسا، ثم مات البائس يتحسر على الخبز اليابس.