فإذا تم ذلك يملأ المجريان بالحطب ونحوه، وتملأ الفراغات بالحجر الفحمى الكبير، ثم تعقد المجارى بطوب من غير بناء، ويوضع التراب على حالته التى جاء عليها من الغيط على طبقة قدرها ثلث متر بالتساوى، ويوضع الفحم فوق سطوح المجارى فقط، ثم تغطى الأتربة بطبقة من الفحم الناعم بقدر اثنين سنتيمترا، وبعد ذلك يوضع فوق الجميع طبقة من التراب، وفوقها طبقة من الفحم الناعم، وهكذا بالتساوى فى جميع الطبقات، حتى يبلغ ارتفاع الكوشة خمسة أمتار.
ومن اللازم الضرورى أن تجعل أوجه الكوشة من الخارج مائلة إلى الداخل، بحيث تكون بعد تمامها فى صورة هرم ناقص، قاعدته العليا أصغر من السفلى، وتلك الأوجه تبنى من القلاقيل الكبيرة بالانتظام، وكذلك ظهرها بحيث ترى مستوية، وإذا بلغ ارتفاع الكوشة نحو مترين أوقدت فيها النار من أبواب المجارى، فيشتعل الوقود، ويصل اللهب إلى الفحم، فتسرى النار فى جميع جرمها، وحينئذ تهتم الشغالة برص طبقات التراب والفحم إلى أن تبلغ إلى الارتفاع المطلوب، ثم يدلكون سطحها الأعلى بالطين فتصير كلها مدلوكة، وتقفل أبواب المجارى وتترك بنارها ترعى فيها خمسة عشر يوما، ثم يبرد سطحها، وتظهر فيه علامات الاستواء، فتفتح وتؤخذ إلى الوابور، وقد عمل من هذا النوع كوش بلغ مكعبها ثلاثة آلاف متر، وتحتاج إلى ثلاثين يوما فى الرص والحريق والتبريد، ويلزم لها من الشغالة قريب من مائة نفس.
[عزبة عبد الرحمن]
قرية صغيرة من مديرية الدقهلية بمركز دكرنس، فى شرقى البحر الصغير بمسافة نحو ألف وأربعمائة قصبة، وعنها ثلاثة تلول: