وخياطين وطحانين، وجزارين وبزازين وعطارين وخضرية، ودخاخنية وحلاقين وإسكافية، وقهوجية وخمرجية وغير ذلك، ولها سوق دائم يشتمل على كل شئ مما فى المدن من المأكل والملابس وخلافها، وفيها حوانيت ممتدة على شاطئ البحر بوضع حسن، وشارع متسع معتدل، ولها مينا مزدحمة بالمراكب، ولها سوق كل يوم أحد يؤتى إليه من البرين.
وفى شمال هذه القرية وابور الطوب الجارى فيه العمل للوازم المصالح الميرية وكذا وابور الحمرة، وقبل إحالة مصلحة القناطر علينا، كانت العادة فى عمل الحمرة أن يضرب لها الطوب، ثم يحرق فى كوش بلدية، فكان هذا العمل يحتاج لكثير من الشغالة والزمن، ويلزم له مصاريف جسيمة فأبطلنا ذلك، واكتفينا بحرق الأتربة والقلاقيل الحاصلة من قلب الأرض بالمحاريث، وجعلنا لذلك كوشة بشكل مخصوص لحرقه فيها، فنجح العمل وصار يتحصل من الحمرة أجود وأكثر مما كان يتحصل فى السابق، وبسبب عظمها وقربها من الوابور، كان ناتجها أقل كلفة من الأول، لعدم احتياجه إلى كثرة الشغالة، واستغنى بها عن الكوش القديمة جميعها، وهى الآن المستعملة فى عمل الحمرة، وهى عبارة عن شكل يقرب من خمسة عشر مترا، وعرضه يقرب من نصف الطول، وفى محورى الطول والعرض قناتان يوضع بهما الوقود من الحلفاء والحطب ونحوهما، وحائط القناتين من الطوب اللبن غير الملتحم بعضه ببعض، بل يتخلله فراغ لتتمكن النار بالنفوذ من خلاله إلى الفحم الحجرى المجاور لها الموضوع فى المواضع المتروكة بين أسطر الطوب المفروش به جميع أرض الكوشة، وقد جعلنا الفراغات على خطوط مستقيمة، وجعلنا الفرش ثلاثة صفوف أو أربعة متقاطعة بالتعامد،