للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى سنة ست وسبعين صدر أمر المرحوم سعيد باشا لمحافظ القلعة وقتئذ سعادة قاسم باشا بنقل عزبة شلقان إلى جهة الجنوب بنحو ثلاثة آلاف متر، وعين لها قطعة أرض من شفلك اللخميين، وأمهل الناس لضرب الطوب وتجهيز اللوازم، فاشتغل كثير منهم بذلك، ثم بعد قليل صدر الأمر برفت جميع العمال من القلعة من بنائين وخلافهم، فبطل العمل وأخذت القرية من حينئذ فى التقهقر، وارتحل منها كثير من سكانها لعدم ما يتعيشون به هناك، فلما جلس الخديوى إسماعيل باشا على تخت هذه الديار، وصدر أمره بتعييننا فى نظارة القناطر الخيرية، وكانت هذه العزبة أخذت فى التلاشى والخراب لقلة الأشغال هناك، لأن أكثر سكانها كانوا أرباب حرف وبياعين، وكان نظار الأقسام يتعدون عليهم بالمظالم، وكان عرفاؤها يسلبون أموال من بها، فمنعنا ذلك كله عنها، ورتبنا لها مشايخ وخفراء، وجعلت إدارتها تابعة لديوان القناطر الخيرية، وجعل على أرض مساكنها حكر يدفع للميرى كل سنة بالعدالة، ضرورة أن هذه الأرض ملك للميرى، وكانت المشايخ والحكام/قبل ذلك يأخذونه لأنفسهم بمحض الظلم، ولحسن موقع تلك القرية، والاحتياج إليها فى مصالح القناطر والعمائر التى هناك، قد استحصلنا من الخديوى إسماعيل باشا على أمر بإعطاء أهلها ثلاثين فدانا إنعاما، يتملكونها ويبنون فيها المساكن برسم عملناه لذلك، وأن لا يتعرض لهم بشئ من مطلوبات المديريات، بل يعاملون معاملة القاهرة ونحوها.

ثم إننا انتقلنا إلى مصالح أخرى، ومكثت حينا لم يبن فيها، ثم من بعد ذلك دخلتها العمارية ثانيا، وكثرت سكانها حتى صاروا ألفين وستمائة وثلاثا وسبعين نفسا ذكورا وإناثا، تكسبهم من التجارة والصنائع، ففيها جملة نجارين وحدادين ونحاتين وبنائين وخبازين