فى القاهرة فسافر صاحب الترجمة إلى بلده، ثم رجع وقابل الجناب العالى بترجمة جزء ضخم من (جغرافية ملطبرون)، ترجمه فى تلك المدة، فأنعم عليه بمبلغ جزيل من النقود.
ثم عرض للجناب العالى أن فى إمكانه أن يؤسس مدرسة ألسن، يمكن أن ينتفع بها الوطن ويستغنى عن الدخيل، فأجابه إلى ذلك ووجه به إلى مكاتب الأقاليم، لينتخب منها من التلامذة ما يتم به المشروع، فأسس المدرسة، وفى المدة المعينة امتحنت فى اللغة الفرنساوية وفى غيرها من العلوم المدرسية فظهرت نجابة تلامذتها، ثم تشكل بها قسم ترجمة وترقت فيه التلامذة إلى الرتب السنية، وترجم فيه كثير من الكتب على اختلاف العلوم والفنون والمواضيع.
[[معلمو الألسن]]
وكان لهذه المدرسة معلمون أفاضل أجنبيون ووطنيون، فمن الوطنيين العلامة الشيخ محمد الدمنهورى، والعلامة الشيخ على الفرغلى الأنصارى (ابن خال صاحب الترجمة)، والعلامة الشيخ حسنين حريز الغمراوى، والعلامة الشيخ محمد قطة العدوى، والعلامة الشيخ أحمد عبد الرحيم الطهطاوى، والشيخ عبد المنعم الجرجاوى، ولا يحضرنا من الأجانب غير اسم موسيو (أوزير).
وكان مقر تلك المدرسة بالسراى المعروفة ببيت الدفتردار، حيث لوكاندة شبت الآن بالأزبكية، وكان لهذه المدرسة مدرسة تجهيزية هى أيضا تحت رياسته، وكان خوجاتها من تلامذته من مدرسة الألسن، وأحيل عليه تفتيش مكاتب الأقاليم عموما، وتفتيش مدارس الخانقاه، وأبى زعبل أى مدارس الأنجال وغيرهم، وكان دأبه فى مدرسة الألسن، وفيما اختاره للتلامذة من الكتب التى أراد ترجمتها منهم وفى تأليفاته وتراجمه، خصوصا أنه لا يقف فى