وقوله: فى عام نظميه، يعنى أنه فرع منه فى سنة خمس وألف، وقوله: الحمد لله على التيسير له تاريخ ثان فليتنبه له.
ومن فائق شعره قوله من قصيدة كتبها لولده وهو بالروم:
الدار بعدك لا تروق لناظرى … والربع بعدك لا يشوق لخاطرى
قد كان لى من ساكنيه أحبة … كجآذر بين العقيق وحاجر
فتفرقوا كنظيم عقد جواهر … عبثت بهن يد انفصام الناثر
ومنها أيضا:
أمن البصيرة والعمى يغشى الهدى … حتى يرى الأعمى بصورة باصر
لكن أحذرك الزمان وأهله … من كائد أو ماكر أو غادر
أو مظهر بالختل سنّ تبسم … وإذا اختبرت فناب ذئب كاشر
والدهر مغن عن نصيحة واعظ … يروى الغرائب خابرا عن خابر
والله يلهمك الصواب لترعوى … وتؤوب أوبة صابر أو شاكر
إن كان ذاك فحبذا ولربما … كان النهى للنفس أنهى زاجر
أو كانت الأخرى فرفقة يوسف … وبكاء يعقوب الكئيب الصابر
والصبر داعى النصر ما من صابر … لكريهة إلا يغاث بناصر
والقهر للناسوت ضربة لازب … والحكم لله العلى القاهر
[ومن مستحسن شعره قوله]
إذا كانت الأفلاك وهى محيطة … علينا قسيا والسهام المصائب
ورام بها البارى فأين فرارنا … وسهم رماه الله لا شك صائب
وله غير ذلك … وكانت وفاته يوم السبت سابع عشر شوال سنة ثمان عشرة وألف بدمياط، وحمل إلى بلده فارسكور ودفن بها. أه.