وقد دخلت الآن فى حيازة الميرى، وجعل بها ديوان الضبطية المصرية وملحقاتها، وأما دار الصابونجى التى كانت بهذه الخطة، فإنها قد هدمت، وكانت تجاه سراى العتبة الخضراء، ومحلها الآن اللوكاندة التى بأول الشارع الموصل لجهة العشماوى وما جاورها من المبانى.
[ترجمة إبراهيم الصابونجى]
والصابونجى هذا هو-كما فى الجبرتى-الأمير إبراهيم جربجى عزبان الصابونجى، كان أسدا ضرغاما، وبطلا مقداما، ظهر فى سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف، وشارك فى الكلمة أحمد كتخدا عزبان أمير البحرين، وحسن جريجى عزبان الجلفى، وعمل أكنجى أوده باشا، وذلك فى سنة ثلاث وعشرين، فزادت حرمته، ونفذت فى مصر كلمته، وصار ركنا من أركان مصر العظيمة، من أرباب الحل والعقد والمشورة، خصوصا فى دولة إسماعيل بيك ابن إيواظ، وأدرك من العز والجاه ونفاذ الكلمة عند الأكابر والأصاغر، ما لا يدرك لغيرة، وكانت تخشاه أمراء مصر وصناجقها، وسبب تسميته بالصابونجى أنه كان متزوجا بابنة الحاج عبد الله الشامى الصابونجى، لكونه كان ملتزما بوكالة الصابون، وكانت له عزوة كبيرة، ومماليك وأتباع، منهم عثمان كتخدا الذى اشتهر ذكره بعده، ولم يزل على سيادته، إلى أن مات فى فراشه خامس يوم من شهر شوال سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، وخلف ولدا يسمى محمدا جعلوه بعده جربجيا، مات مقتولا.
وخبره-كما فى الجبرتى-أنه لما توفى أبوه وأخذ بلاده وبيته الذى تجاه العتبة الزرقاء على بركة الأزبكية، وتوفى عثمان جربجى الصابونجى بمنفلوط، وذلك سنة سبع وأربعين ومائة وألف، وكان من معاتيق أبيه، وكان المترجم مثل والده بالباب ويلتجئ إلى يوسف كتخدا البركاوى، فلما مات البركاوى خاف من على كتخدا الجلفى، فالتجأ إلى عبد الله كتخدا القازدغلى، وعمل ينكجريا، فأراد أن يقلده أوده باشا، ويلبسه الضلمة، فقصد السفر إلى الوجه القبلى، وذلك فى سنة أربع وخمسين، فسافر واستولى على بلاد عثمان جربجى ومعاتيقه، وأقام هناك، وكان رذلا، بخيلا طماعا شرها فى الدنيا.
واتفق أن رجلا من كبار هواره بحرى توفى، فأرسل المترجم إلى وكيله أحمد أوده باشا، فأخذ له بلاد المتوفى بالمحلول، ودفع حلوانها إلى الباشا، فأرسل أولاد المتوفى إلى هوارة قبلى