للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدنى ومحمود حسن، احترق منه جانب ثم هدم أكثره، وخرج بالجدار إلى الرحبة، وأخذ منها جانبا وأدخل فيه أيضا بيت رضوان كتخدا الذى يقال له ثلاثة ولية، وشيد البناء بخرجات متعددة، وجعل بابه مثل باب القلعة، وضع فى جبهته العمودين الملتفين، وصارت الدار كأنها قلعة مشيدة فى غاية من الفخامة، فما هو إلا أن قارب الإتمام، وقد لحقه المرض فسافر إلى الإسكندرية بقصد تبديل الهواء، فأقام هناك أياما، وتوفى فى شهر جمادى الثانية سنة ثمانى عشرة ومائتين وألف، وأحضروا رمته فى أواخر شهر، ودفنوه بمدفنه الذى بناه محل بيت الزعفرانى بجوار السيدة زينب بقناطر السباع، وترك ابنا مراهقا، فأبقاه الباشا على منصب أبيه ونظامه وداره. (انتهى ملخصا).

وكان بشارع العتبة الخضراء هذا الجامع الكبير المعروف بجامع أزبك، والحمام الذى كان بجواره، المعروف بحمام العتبة الخضراء، بناهما الأمير أزبك مع غيرهما من المبانى التى كانت هناك، وقد أزيل ذلك كله عند تنظيم الأزبكية، وفتح شارع محمد على، وصار محل ذلك متصلا بمقابر الأموات التى كانت بتربة الأزبكية، بعد ما أخرجت منها العظام وجمعت بصهريج عمل لها بأول شارع العشماوى، وبنى عليه جامع عرف بجامع العظام، فسبحان من لا تغيره الأحوال، ولا يقع فى ملكه إلا ما يشاء.

ويوجد الآن بهذا الشارع جامع قديم، يعرف بجامع الجوهرى، شعائره مقامة ومنافعه تامة، وأوقافه تحت نظر الديوان، ويوجد به أيضا من الدور الكبيرة دار الأمير سليم باشا فتحى بقرب الجامع المذكور، له بابان. أحدهما من هذا الشارع، والثانى من درب الجنينة وقد دخلت الآن فى حيازة الميرى، وسكن بها ديوان الحقانية مدة، ثم انتقل منها وجعل بها مدرسة دار العلوم التى كانت بدرب الجماميز بديوان المدارس العمومية، والدار الكبيرة التى كان بها ديوان الضبطية سابقا، والآن دخلت فى ملك يعقوب القطاوى، لأنه اشتراها من الميرى، وجعلها عدة مساكن ودكاكين وقهاو.

ودار عبد الحليم باشا كانت تعرف سابقا بدار محمد كتخدا الأشقر-أحد الأمراء المصريين-تملّكها العزيز محمد على باشا أيام ولايته على الديار المصرية، ثم تملكها الأمير عبد الحليم باشا، فعمرها وجعل بها جنينة، وجهة تختص بالرجال، وأخرى تختص بالنساء،