الكنيسة وإن لم تكن من قبيل ما كانت عليه الكنائس الأولى من النظام والجمال إلا أنها تعدّ الآن من أظرف الكنائس، والمتواتر: أن ممن له الحظ الأوفر فى عمارتها الأخيرة الشهير المعلم منقريوس البتنونى المتوفى فى عهد المرحوم الكبير خديو مصر محمد على باشا، والآن ناظرها الوجيه المعتبر باسيلى أفندى ابن تدرس أفندى عريان، وهو من عهد توليه نظرها مواظب على إيفاء لوازمها وواجبات خدمتها واستكمال أدواتها وزينتها.
وبهذه الحارة أيضا دير للبنات الراهبات برسم الشهيد الأمير تادرس، وقد ذكره المقريزى فى أديرة الراهبات وقال: إنه عامر بهن وهذا الدير من المواضع الدينية المشهورة لدى المسيحيين وكثير من أجناس المسيحيين وغيرهم يترددون إليه للزيارة واستمداد الشفاء من الله تبركا بالشهيد صاحب الدير لا سيما من هم مرضى بالجنون ونحوه وكثيرا ما يفوزون بالصحة والعافية، وناظره الآن جناب الوجيه الفطن إبراهيم أفندى رفائيل الطوخى من رؤساء أقلام المالية حاليا.
[كنيسة حارة السقائين]
لما وجد البطريرك الكبير الشهير كيرلوس منشئ المدرسة القبطية بالأزبكية والكنيسة الكبرى بها ما عليه أبناء الأمة القبطية ساكنو حارة السقائين من الصعوبة لعدم وجود كنيسة بتلك الجهة سعى بجدّه واجتهاده وحرّض وجهاء الأمة على شكاية الحال للمقام الخديوى، وطلب الرخصة ببناء كنيسة بها فصدر أمر سام من المرحوم محمد سعيد باشا فى ٥ ربيع الأول سنة ١٢٧٢ لمحافظة مصر بإجابة التماس الأمة ببناء كنيسة بحارة السقائين بأحد أماكن وقف الأقباط، وإذ لم يكن ممكنا وقتئذ خلو موضع كاف لتعمير كنيسة مستوفية اكتفى وقتها بإخلاء إحدى دور الوقف واستعمالها للصلاة إلى حين التمكن من محل كاف، ولم يزل البحث عنه جاريا حتى وجد.
وفى هذا العام أى سنة ١٥٩٧ الموافقة سنة ١٨٨١ مسيحية شرع حضرة البطريرك مع أكابر الأمة بهذه الحارة فى إدارة البناء فيه وعرض ذلك على نظارة الداخلية والجميع مستعدون للاشتراك فى عمارتها بغاية الجدّ والنشاط، وكما تسبب مؤسس المدرسة بالأزبكية فى