للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنشاء هذه الكنيسة أعنى التى بحارة السقائين كذلك فتح مدرسة بها للصبيان ومكتبا للبنات أيضا كما فتح غيره لهن بالأزبكية ولم يزالا مستمرين للآن وناجحين فى التعليم والتأديب بموالاة وهمة حضرة البطريرك.

فهذه الكنائس الست هى الموجودة الآن للأقباط بداخل القاهرة، ويستفاد مما ذكره أبو المكارم فى كتابه فى أمر الكنائس: أنه كان للقبط أيضا فى عهده كنائس أخرى غير التى فى حارة زويلة وحارة الروم منها بخط الفهادين خلف دار الوزارة يومئذ كنيسة برسم الملك ميخائيل جدّدها عماد الرؤساء فى عهد البطريرك مرقس بن زرعة فى أواسط الجيل الثانى عشر للمسيح وبأعلاها كنيسة للسيدة، ويجاورها كنيسة أخرى برسم أكلوريوس ثم كنيسة الأمير تادرس المشرقى عمرها النجيب أبو البركات وانتهت عمارتها وزينتها فى برمهات سنة ٨٩٢ للشهداء فى الخلافة العاضدية، وكان بهذه الكنيسة من صناعة النجارة الدقيقة المحكمة ما يروق الناظر، وفى سنة ٩٠٢ اهتم الثقة أبو المجد بن الدقلتى فى تبييضها وتجديد نقشها وتصويرها على ما ينبغى.

ومنها بالحارة المعروفة بالحسينية (وكانت خارج السور وقتها) كنيسة برسم السيدة، وكانت من القدم قد وهنت وتشعثت فاهتم بعمارتها أبو المجد بن أبى المعالى الدخميسى على صورة حسنة جدا حتى صارت من المساجد المسيحية المقصودة لهم من جهات مختلفة نظرا لحس موقعها إلى أن كان جمادى الأولى سنة ٥٦٧ هلالية فتعرض القاضى أبو العلا الحسن ابن عثمان لأبى المجد المذكور وغرّمه غرامات كثيرة، ولم يبرح منازعا له حتى عملت مسجدا للإسلام وأذن فيها ثم هدم ذلك المسجد ونقض بناؤه إلى الأرض.

وكان بهذه الحارة كنيسة جامعة للقبط والأرمن ثم قسمت بيعتين، وكان بها للأرمن كنيسة مجاورة لكنيسة السيدة خربت سنة ٥٦٤ هلالية، وكان من الأرمن والسريان بهذه الحارة جماعة عظيمة، وبخط حارة تعرف بالريحانية كان للقبط أيضا كنيسة برسم السيدة مريم وبأعلاها كنيسة برسم الأمير تادرس المشرقى بجوار حارة الريحانية قبالة الحينية، ثم نقلت مسجدا يعرف بوقتها بمسجد زنبور قال: ومن جملة الكنائس التى بدلت أوضاعها ونقلت