للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باسم «صورات». وعمل الثانى فى مدينة «أخميم». وما ذكر هو ملخص تاريخ المقاييس التى كانت بالديار المصرية فى الأزمان القديمة، وبقى أغلبها يستعمل إلى أن عمل مقياس الروضة فى مواجهة مصر القديمة، فصار هو المعوّل عليه كما سيأتى.

[[الكلام على أول من وضع مقياس الروضة الموجود الآن، ووصف ذلك المقياس]]

والذى وضعه هو: أحمد بن محمد الحاسب القرصانى، بأمر المتوكل على الله، على ما ذكره ابن خلكان ونصه: «وحكى أنه قال: لما أردت أن أكتب على مواضع من المقياس ناظرت يزيد بن عبد الله، وسليمان بن وهب، والحسن الخادم فيما ينبغى أن يكتب عليه، وأعلمتهم أن أحسن ما يكتب عليه آيات من القرآن، واسم أمير المؤمنين المتوكل على الله، واسم الأمير المنتصر إذا كان العمل له، فاختلفوا فى ذلك، وبادر سليمان بن وهب فكتب من غير أن يعلم ويستطلع الرأى فى ذلك، فورد كتاب أمير المؤمنين أن يكتب عليه آيات من القرآن وما يشبه أمر المقياس، واسم أمير المؤمنين، فاستخرجت من القرآن آيات لا يمكن أن يكتب على المقياس أحسن ولا أشبه بأمر المقياس منها، وجعلت جميع ما كتبت فى الرخام الذى تقدم فى البناية فى المواضع التى قدرت الكتابة فيها بخط مقوّم غليظ على قدر الإصبع، ثابت فى بدن الرخام، مصبغ الحفر باللازورد المشمع يقرأ من بعد، فجعلت أول ما كتبت أربع آيات متساوية المقادير فى سطور أربعة فى تربيع بناء المقياس، على وزن سبع عشرة ذراعا من العمود، فكتبت فى الجانب الشرقى وهو المقابل لمدخل المقياس: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنّاتٍ وَ حَبَّ الْحَصِيدِ﴾ (١).


(١) سورة ق، الآية ٩.