أوله من آخر شارع سوق الخشب، وآخره شارع قنطرة الدكة، وبه الجامع المشهور بجامع الشيخ محمد البحر، بداخله قبره، وقبر الشيخ تاج الدين، يعمل لهما مولد كل سنة، وشعائره مقامة من ريع أوقافه بنظر رجل يدعى السيد مصطفى القصبجى.
[[جامع التركمانى]]
وبه من جهة اليسار: ثلاث عطف غير نافذة، ثم الدرب المعروف بدرب التركمانى، نسبة للأمير بدر الدين التركمانى، صاحب الجامع الذى هناك، وهو جامع قديم ذكره المقريزى فقال: هو من الجوامع المليحة البناء، أنشأه الأمير بدر الدين محمد التركمانى. وكان ما حوله عامرا عمارة زائدة، ثم تلاشى من وقت الغلاء زمن الأشرف شعبان بن حسين، وما برح حاله يختل إلى أن كانت الحوادث سنة ست وثمانمائة، فخرب معظم ما هنالك.
[[ترجمة الأمير بدر الدين التركمانى]]
والتركمانى هذا هو الأمير بدر الدين محمد بن الأمير فخر الدين عيسى التركمانى. كان شادّا، ثم ترقى فى الخدم، حتى ولى الجيزة، وتقدم فى الدولة الناصرية فولى شاد الدواوين، والدولة حينئذ ليس فيها وزير، فاستقل بالتدبير مدة، وكان مهيبا صاحب حرمة وكلمة نافذة. مات سنة ثمان وسبعين وسبعمائة. (انتهى).
(قلت): وهذا الجامع يعرف إلى اليوم بهذا الاسم، وبداخله قبر يعلوه قبة، يعرف بالأربعين، والغالب على الظن أنه هو قبر بدر الدين التركمانى المذكور، وشعائره مقامة من أوقافه بنظر بعض الأهالى.