للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبوله بعد ملازمته له زمنا وجلوسه عنده للتكسب بالشهادة لشهرته بالتجوز فى شهادة الزور، وأدى ذلك إلى أن نجز شيخ الإسلام الحافظ بن حجر مرسوما لشهود المراكز والنواب ونحوهم بالمنع من مرافقته وقبوله إلا ثالث ثلاثة.

ثم بواسطة انتمائه للكمال بن البارزى، خصوصا بعد رجوعه من دمشق أول سلطنة الظاهر، واستئذانه إياه فى عوده لتحمل الشهادة، أعاده بل ولاطفه لأجل مخدومه بقوله: «كن من أمة أحمد ولا تكن من أمة صالح». فأجابه بقوله: «شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ». ومع انتمائه للمشار إليه لم ترتفع رأسه واستمر مشهور الأمر بالوقائع الشنيعة حتى آل أمره إلى المشى فى تزويره فى تركة البهاء بن حجى والد سبط الكمال الذى رقاه وحج معه، وكان ردءا له، فطلبه الأمير أزبك الظاهرى صهر الكمال حتى ظفر به وضربه ضربا مؤلما، وقبل ذلك رام التزوير على وكيل بيت المال الشرفى الأنصارى فبادر لإعلام الأشرف اينال بذلك، فألزم نقيب الجيش بتحصيله فاختفى، إلى أن سكنت الفتنة. وأحواله غير خفية. وبالجملة كان فاضلا لكنه ضيع نفسه.

قال السخاوى (١): وقد كثر اجتماعى به اتفاقا وسمعت من فوائده وحكاياته ونوادره، ومات فى سنة خمس وستين وثمانمائة، عفا الله عنه.

[ترجمة العلامة الشيخ داود بن سليمان أبى الجود]

وينسب إليها أيضا كما فى الضوء اللامع (٢)، داود بن سليمان بن حسن بن عبيد الله أبى زيادة أبو الجود بن أبى ربيع البنبى، ثم القاهرى المالكى البرهانى ويعرف بأبى الجود، ولد فى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، أو قبلها بقليل، ببنب من الغربية، بالقرب من جزيرة بنى نصر ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والرسالة والمختصر وألفية ابن مالك، ثم انتقل إلى القاهرة فلازم الاشتغال فى الفقه والفرائض والعربية وغيرها.


(١) الضوء اللامع، المرجع السابق، ج ٢١٩،٧.
(٢) الضوء اللامع، المرجع السابق، ج ٢١١،٣.