وأحضر الشيخ أحمد بن يونس الخليفى وخلع عليه وألبسه فروة سمور، وقرره فى الوظيفة عوضا عن المترجم، ثم بقى المترجم معزولا أياما إلى أن مات الأمير يوسف بيك قبل تمام الحول ونسيت القضية، وبطل أمر الوظيفة والتكية ورجع حاله كالأول، وبقى على ذلك إلى أن تعلل شهورا ثم مات فى عشرين من شعبان من السنة المذكورة، ودفن بقرافة المجاورين.
ومن مؤلفاته:«إعراب الآجرومية» المشهور بشرح الكفراوى، وهو مؤلف نافع ومتداول بين الطلبة إلى الآن.
[[ترجمة يوسف بيك أحد أمراء محمد بيك]]
ويوسف بيك المذكور هو من أمراء محمد بيك أبى الذهب أمّره فى سنة ست وثمانين وزوّجه بأخته وشرع فى بناء داره على بركة الفيل داخل درب الحمام تجاه جامع ألماس، وكان يسلك إليها من هذا الدرب ومن طريق الشيخ ظلام، وكان هذا الدرب كثير العطف ضيق المسالك فأخذ بيوته بعضها بالشراء وبعضها بالغصب، وجعلها طريقا واسعا وجعل عليه بوابة عظيمة، وأراد أن يجعل أمام باب داره رحبة متسعة فعارضه جامع خير بيك جديدا، فعزم على هدمه ونقله إلى آخر الرحبة، واستفتى الوالد الشيخ حسن الجبرتى فأفتاه بعدم الجواز، فامتثل أمره وتركه على حاله، واستمر يعمر فى تلك الدار نحو خمس سنوات، وأخذ بيت الداودية الذى بجواره وهدمه جميعه وأدخله فى داره وصرف فى عمارتها أموالا عظيمة فكان يبنى الجهة حتى يتمها من تبليط وترخيم ونجارة ودهان وبياض وغير ذلك، ثم يسول له شيطانه فيهدمها إلى آخرها ويبنيها ثانيا على شكل آخر، وهكذا كان دأبه.
واتفق أنه ورد له من بلاده القبلية ثمانون ألف أردب من الغلال فوزعها بأسرها على أرباب المون من جيارين وحجارين وجباسين وخشابين وحدادين ونجارين وغير ذلك. وكان فيه حدة زائدة وتخليط فى الأمور ولا يستقر فى مجلس.