وساسهم أحسن سياسة، فكان يجلس للحكم والنظر فى مصالح الرعية من أول النهار إلى آخره.
[(سيوط)]
بسين مهملة مضمومة فى أوله فتحتية فواو فطاء مهملة مدينة مشهورة بالصعيد الأوسط، ويقال فيها أسيوط بهمزة مضمومة فى أوله كما فى القاموس، وهى فى غربى النيل، على بعد نحو ألف ومائتى متر، واقعة فى آخر المزارع على طرف حاجر الجبل الغربى، وكانت تسميها اليونان ليكو أو ليكوبوليس، أى مدينة الذئاب، لأن أهلها كانوا يحترمون الذئب ويقدسونه كما فى كتب الفرانساوية. قالوا: وإلى الآن توجد مومية هذا الحيوان فى مغاراتها، وهى رأس مديرية تنسب إليها، ومحل إقامة الحاكم، ومركز من ينزل من مصر إلى الصعيد من الأمراء، ولم أعثر لها فى كتب التواريخ على أحوال قديمة، وإنما رأيت فى خطط المقريزى عند ذكر البرك أن سيوط وأعمالها كانت محبسة على الحرمين، من ضمن ما حبسه أبو بكر الماردانى من الضياع، وسيأتى ترجمة أبى بكر هذا.
وفى كتب الفرانساوية أيضا أنه كان فى غربيها تلول عالية هى آثار مبان قديمة وعليها بيوت المماليك، فكانت تلك البيوت مرتفعة على المدينة؛ فلذا اختيرت لإقامة عساكر الفرانساوية، وكان فى بعضها مزاغل للمدافع والبنادق حتى كانت تشبه القلعة، وكانت أبنية المدينة من اللبن وقليل الآجر، وكان بها مساجد متينة وحمامات عظيمة وست معاصر للزيت. وأجرة الأجير فيها كانت تختلف من خمس بارات إلى اثنتى عشرة بحسب الأشخاص قوة وضعفا، ولها سوق كان به جملة حوانيت، وكان فى جهتها البحرية حدائق ذات بهجة وجميز ونخيل، وأغلب تجارتها يومئذ ثياب الكتان والنطرون وأوعية الفخار لا سيما حجارة الدخان وحجارة الحمام والأفيون؛ لأنه كان يزرع فى