بلادها كثيرا. وكان يصنع بها الطاولات والضامات والفناجين من العاج والخرتيت وخشب الآبنوس، ويصنع بها أيضا أطقمة الخيل وأنواع كثيرة من الجلد كالزمازم وقرب الماء وقبور الطبنجات.
ولم تزل إلى الآن مركز التجارات السودان والواحات وبلاد المغرب؛ فيجلب إليها ملح الصودا والنطرون من موضع بطريق القافلة يعرف ببئر صويحب، وموضع آخر يعرف ببئر الملح، وجلود الحيوانات وريش النعام وسن الفيل والتمر هندى، وزلع الخشب المتخذة من شجرة تسمى هرس. ومن عوائدها القديمة وفود قافلة إليها كل سنة من دارفور على مسافة نحو أربعين يوما، تشتمل على نحو ألف وخمسمائة من الإبل المحملة من أنواع بضائع تلك الجهات، فيبيعونها ويستبدلونها من بضائع الديار المصرية، فيحصل بذلك رواج عظيم لسيوط وبلاد كثيرة.
وفى الجبرتى أنه فى سنة ثلاث وثمانين ومائة ألف تعين أيوب بيك من طرف على بيك على منصب دجرجا، فلما وصل إلى قرب مدينة أسيوط ورد عليه خبر باجتماع الأمراء الذين كان على بيك، نفاهم، وأنهم ملكوا مدينة أسيوط وتحصنوا بها؛ وذلك أن محمد بيك أبو الذهب كان على بيك عينه لمنابزة شيخ العرب همام الفرشوطى، فتوجه إليه وانعقد بينهما الصلح على أن يكون لهمام من حدود برديس وانقطع النزاع على ذلك، ثم رجع محمد بيك إلى مصر وعرض على علىّ بيك ما حصل بينه وبين همام، فأرسل على بيك إلى شيخ العرب همام يقول له: قد أمضيت تلك الشروط لكن على شرط أنك تطرد من ببلادك من الأمراء العصاة المصريين، ولا تبقى منهم أحدا بدائرتك، فجمعهم وأخبرهم بذلك، وقال لهم: اذهبوا إلى سيوط واملكوها قبل كل شئ، فإن فعلتم ذلك كان لكم بها قوة ومنعة، وأنا أمدكم بعد ذلك بالمال والرجال فاستصوبوا رأيه وبادروا إلى سيوط، وكان بها عبد الرحمن كاشف وذو