للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(ترجمة الشيخ عبد الجواد المنوفى المكى الشافعى)]

وذكر المحبى فى خلاصة الأثر أن منها عبد الجواد بن محمد بن أحمد المنوفى المكى الشافعى، الأديب اللوذعى، كان فاضلا أديبا حسن المذاكرة، أخذ بمكة عن علمائها، وولى بها مدرسة، ورزق بعض معلوم من الروم، فتعصب عليه جماعة ومنعوه من ذلك، فرحل إلى مصر وأقام بها، وكان أبوه حيا، وكان له فى مبدأ أمره ثروة وغنى، فتضايق ولم يقر له بمصر قرار، فسافر إلى الروم، فصحبه والده هذا ثم رجع، فمات والده بالشام فتكدر حاله، ثم لحق بالحرم المكى، فتقدم عند الشريف، وقد بلغ رتبة عالية.

وقد ذكره السيد على بن معصوم فى السلافة فقال فى وصفه: جواد علم لا يكبو، وحسام فضل لا ينبو، سبق فى ميدان الفضل أقرانه، واجتلى من سعد جده ومجده قرائه، وولى القضاء مرة بعد أخرى، فكسى بمنصبه شرفا وفخرا. ثم تقلد منصب الفتوى، فبرز فيها إلى الغاية القصوى مع تحليته بالإمامة والخطابة والهمة التى ملأ بها من الثناء وطابه. وكانت له عند شريف مكة المنزلة العليا والمكانة التى لا تنافسه فيها الدنيا إلى أن دعاه ربه فقضى نحبه.

قال وقد وقفت له رسالة فى شرح البيتين المشهورين وهما:

من قصر الليل اذا زرتنى … اشكو وتشكين من الطول

باغض عينيك وشانيهما … أصبح مشغول بمشغول

أبدع فيها وأغرب، ثم أورد من شعره قوله:

أتزعم أنك الخدن المفدى … وأنت مصادق أعداى حقا

الىّ الىّ فاجعلنى صديقا … وصادق من أصادقه محقا

وجانب من أعادية إذا ما … أردت تكون لى خدنا وتبقى