معه إلى مكة وتخلف عنه للمجاورة، وقرأ هناك على (أبى الفتح المراغى)، و (المحب المطرى)، وكتب بخطه بمكة شرح المنهاج للزنكلونى، نقله من خطه وانجمع بعد موت البدر الحنبلى عن الناس، وتجرع فاقة زائدة مع فضيلة وتواضع وتودد، واستمر على ذلك حتى مات سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة ﵀ وإيانا، انتهى.
(والثانية): طنبدى، قرية من مديرية المنوفية بمركز مليج، غربى ترعة البتنونية بنحو خمسمائة متر، وفى شمال ناحية شبين الكوم بنحو ثلاثة آلاف وخمسمائة متر، وفى غربى ناحية مليج بنحو أربعة آلاف وخمسمائة متر، وبها جامع وأشجار.
[(طندتا)]
بمهملة مفتوحة، فنون ساكنة، فدال مكسورة، فمثناة فوقية مقصورا، كذا سمع من بعض الفضلاء، والعامة يقولون: طنطا، وهى مدينة كبيرة هى رأس مديرية الغربية، ولها شهرة واعتبار قديما وحديثا.
ففى تاريخ بطاركة الإسكندرية أنها كانت ذات أسقفية، وكان من أساقفتها (مخاييل وجبريل)، واسمها القبطى القديم (طنيطاد)، وقال ابن حوقل: «إن طندتا قرية كبيرة لطيفة، بها جوامع وأسواق وملحق بها جملة قرى، وهى محل إقامة الحاكم مع فرقة من العساكر، وكان حاكمها صنجقا تحت إمرته جنود من المشاة والخيّالة، ويقام فيها فى كل عام وقت الإعتدال الربيعى والإنقلاب الصيفى، سوق جامع يعرف بمولد (السيد البدوى)، يجتمع فيه خلق كثيرون لا يحصى عددهم إلا الله من جميع بلاد القطر، وليس اجتماعهم لمحض التجارة، بل لها وللتبرك بولى الله تعالى سيدى (أحمد البدوى) المتوفى بها، وله فيها قبة عظيمة وجامع فاخر»، انتهى.