للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زاوية أرغون شاه]

هذه الزاوية بشارع اللبودية من خط درب الجماميز، وهى مقامة الشعائر ولها ميضأة ومراحيض وبئر ولها مرتب بالروزنامجة وبأعلاها مسكن ليس من وقفها ونظارتها تحت يد امرأة تعرف بعائشة من ذرية الشيخ عارف أبى حيان، وفى هذه الزاوية ضريح يقال له ضريح أرغون شاه وليس كذلك؛ فإن الظاهر أن أرغون شاه هو الذى ترجمه بطرس البستانى فى دائرة المعارف بقوله:

[ترجمة أرغون شاه]

أرغون شاه رجل أصله من بلاد الصين أتى به الى السلطان أبى سعيد ابن خدابنده ملك التتار فى بغداد فأعطاه للأمير [دمشق خجابن جوبان]. فأهداه [أبو سعيد] إلى الملك/الناصر محمد بن قلاوون بمصر فحظى عنده لما كان عنده من الحزم والنباهة وأخذ يقدمه فى ذلك ثم زوجه بابنه أحد كبار دولته، وبعد موت الملك الناصر ارتفعت كلمته أيضا عند الملك الكامل وولاه استادارا، ولما قتل الكامل وتولى أخوه المظفر حاجى زادت رتبته عنده وجعله نائبا فى صفد ثم فى حلب، ثم فى دمشق. ثم قتله [ألجيبغا] ذبحا واستصفى أمواله ولحق بطرابلس، ثم قبض [على ألجيبغا] وأرسل إلى [دمشق] وقتل هو مساعده إياس الحاجب، وكان كل هذا سنة خمسين وسبعمائة انتهى (*).

وكان أرغون هذا فى غاية السطوة والجور سفاكا للدماء قتل بحلب كثير من الخلق وسمر أخرين وقطع بدويا سبع قطع بمجرد ظن ظنه، وكان عنده فرس ثمين مدح بالسلوقية فغضب عليه وضربه حتى سقط ثم قام فضربه حتى سقط ثم قام فأعاد الضرب وهكذا حتى عجز عن القيام فقال بعض الحاضرين:

عقلت طرفك حتى … أظهرت للناس عقلك

لا كان دهر يولى … على بنى الناس مثلك

انتهى.


(*) تم تصويب ما ذكره بطرس البستانى عن أرغون شاه بعد الرجوع إلى المنهل الصافى، ج ٢، ص ٣١٤ - ٣١٩. وانظر ما يلى ص ١٤٣ - ١٤٤.