وأجلس ابن بدر فى الخلافة أحمد بن المستنصر ولقبه بالمستعلى وصار يقال له الأفضل ومن بعده صار من يتولى هذه الرتبة يلقب به أيضا وأول من لقب بالملك منهم مضافا إلى بقية الألقاب رضوان بن ولخشى عندما وزر للحافظ لدين الله فقيل له السيد الأجل الملك الأفضل، وذلك فى سنة ثلاثين وخمسمائة وفعل ذلك من بعده فلقب طلائع بن رزيك بالملك المنصور ولقب ابنه رزيك بن طلائع بالملك العادل ولقب شاور بالملك المنصور ولقب آخرهم صلاح الدين يوسف بن أيوب بالملك الناصر وصار وزير السيف من عهد أمير الجيوش بدر إلى آخر الدولة سلطان مصر وصاحب الحل والعقد وإليه الحكم فى الكافة وصار حال الخليفة معه كما هو حال ملوك مصر من الأتراك إذا كان السلطان صغيرا والقائم بأمره من الأمراء كما كان الأمير يلبغا الخاصكى مع الأشرف شعبان انتهى من كلام طويل فى المقريزى، وقد تكلمنا على طرف مما كانت عليه الوزارة أيام الأتراك فى الكلام على سرياقوس فليراجع.
[ترجمة سنجر السجاعى]
ولنورد لك تراجم بعض من تقدم ذكرهم هنا على عادتنا فى ذلك فنقول ذكر كترمير عن أبى المحاسن ترجمة السجاعى فقال هو الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله السجاعى أحد مماليك الملك المنصور قلاوون ترقى فى الرتب حتى بلغ درجة شد الدواوين، وفى أول حكم السلطان الملك الناصر خليل صار وزيرا وكان ظالما عسوفا، ولما تولى حكم دمشق اجتهد فى استمالة قلوب الناس إليه وأقام بها عدة سنين، ومع ميله إلى الظلم كان يحب العلماء ويجتهد فى نصرة الإسلام ولما عزل ورجع إلى مصر كان له موكب يقلد فيه موكب السلطان فى هيئته وزيع وقد جعل مشدا فى عمارة المارستان المنصورى الذى بين القصرين ولكثرة أذاه للشغالة أتمه فى أقرب وقت، وفى أول حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون جعل وزيرا فأقام شهرا وقتل أشنع قتلة يوم الثلاثاء السابع والعشرين من ربيع سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وجعل رأسه فى رأس مزراق وطيف به فى حارات مصر والقاهرة، وكان بعض الناس يضرب الرأس بالمداسات والبعض يضربه بالكف ويلعنه ويقول هذا رأس الكافر السجاعى وفرحت فيه الكافة لما كان أحدثه بمصر من أبواب المظالم انتهى.