فخلت بدرابه جنت نجوم دجى … فى أسود من ظلام الليل محتبك
وافى وولى بعقل غير مختبل … من الشراب وستر غير منهتك
وله غير ذلك ولم يزل على رقته ولطافته مع كرم النفس والعفة وكثرة الإنفاق.
وكان له صاحب يسمى أحمد العطار بباب الفتوح توفى فتزوج بزوجته وهى تصف، وكان لها ولد من المتوفى فتبناه ورفهه بالملابس وأشفق به وزوجه وأنفق فى زواجه مالا كثيرا ثم مات الولد؛ فجزع عليه جزعا شديدا وبكى وانتحب، واختارت أمه دفنه بجامع الكردى بالحسينية ثم اتخذت مسكنا ملاصقا لقبره أقامت به نحو ثلاثين سنة مع دوام عمل الثريد والكعك بالعجمية والسكر للمقرئين والزائرين، والمترجم طوع يدها فى كل ما طلبته تسخيرا من الله تعالى لها ولأقاربها لا لذة له فى ذلك مع أنها عجوز شوهاء وهو نحيف البنية ضعيف الحركة، بل معدومها وابتلى بحصر البول إلى أن توفى ودفن عند ابنه المذكور.
وكثيرا ما كنت أتذكر قول القائل فى ذلك:
ومن تراه بأولاد السوى فرحا … فى عقله عزه إن شئت وانتدب
أولاد صلب الفتى قلت منافعهم … فكيف يلمح نفع إلا بعد الجنب
مع أنه كان كثير الانتقاد على غيره فيما لا يدانى انتقاده لهذه المرأة وحواشيها، انتهى.
[جامع الكرمانى]
كان هذا الجامع فى غربى قناطر السباع، وكان عامرا فتخرب ولم يبق إلا أثار تدل عليه، وصار موضعه بستانا للأمير حبيب أفندى من زمن العزيز محمد على، وبقى ضريح الشيخ الكرمانى فى وسط البستان ظاهرا عليه إلى الآن قبة.
[جامع الكريرى]
هذا الجامع بشارع البلاقسة من باب اللوق، كان قديما فاستجد بناؤه فى سنة أربع وثمانتين ومائتين وألف، وأقيمت شعائره وبه عمود واحد، وله مطهرة ومرافق وله أوقاف تحت نظر الشيخ محمد الخضرى.