وغيرهم، وكتب على:«الشفاء» تعليقا لطيفا وعلى: (الحاوى) و (مختصر التلخيص) لابن البناء فى الحساب شرحا وغير ذلك، مات فى أواخر جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ودفن بتربة خلف الأشرف برسباى. انتهى.
[ترجمة الشهاب القليوبى]
وقد نشأ منها العالم الكبير والعلم الشهير، الشيخ أحمد القليوبى.
المترجم فى:(خلاصة الأثر) بأنه العالم العامل الفقيه المحدث، /أحد رؤساء العلماء، المجمع على نباهته وعلو شأنه، وكان كثير الفائدة نبيه القدر، أخذ الفقه والحديث عن الشيخ الرملى، ولازمه ثلاث سنين، وهو منقطع ببيته، ولازم النور الزيادى، وسالما الشبشيرى، وعليا الحلبى، والسبكى وغيرهم من مشاهير الشيوخ.
وأخذ عنه منصور الطوخى، وإبراهيم البرماوى، وشعبان الفيومى، وغيرهم من أكابر الشيوخ، وكان مهيبا لا يستطيع أحد أن يتكلم بين يديه إلا وهو مطرق رأسه وجلا منه وخوفا، ولا يتردد إلى أحد من الكبراء، ويحب الفقراء، ولا يقبل من أحد صدقة مطلقا، بل كان فى غالب أوقاته يرى متصدقا، وليس له وظائف ولا معاليم، ومع ذلك كان فى أرغد عيش وأطيب نعيم، وكان متقشفا ملازما للطاعات، ولا يترك الدرس، جامعا للعلوم الشرعية، متضلعا من العلوم العقلية.
وأما معرفته بالحساب، والميقات والرمل فأشهر من أن تذكر، وإمامته فى العلوم الحرفية، وتصرفه فى الأوفاق والزايرجا، وغير ذلك من الفنون، فذلك أمر مشهور، وكان فى الطب ماهرا خبيرا، وكان حسن التقرير، ويبالغ فى تفهيم الطلبة، ويكرر لهم تصوير المسائل والناس فى درسه كأن على رءوسهم الطير، وألف مؤلفات كثيرة، عم