ثم ذكر مشايخه الذين أدركهم فى القرن العاشر، كسيدى محمد المغربى الشاذلى، وسيدى محمد بن عنان، وسيدى أبى العباس الغمرى … إلى آخره، قال: وقد سبقنى إلى نحو ذلك سيدى عبد العزيز الديرينى فى منظومة له. انتهى، وقد ذكرنا بعضا منها فى ترجمته.
[ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ الشعرانى]
وفى «حرف العين» من: (خلاصة الأثر) ترجمة الشيخ/عبد الرحمن الشعرانى، ولد الشيخ المترجم، حيث قال: عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن أحمد بن على بن أحمد بن محمد بن زوفا بن موسى ابن أحمد السلطان بمدينة تونس فى عصر الشيخ أبى مدين ابن السلطان سعيد ابن السلطان قاشين ابن السلطان يحيى ابن السلطان زوفا الشعراوى، ويقال: الشعرانى أيضا، المصرى الأستاذ العالم الصالح ابن الإمام الكبير العابد الزاهد، صاحب التآليف الكثيرة السائرة، وينتهى نسبهم إلى الإمام محمد بن الحنفية ﵁، وكان عبد الرحمن هذا لطيف الذات حسن الخلال.
ولما مات والده فى سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة، قام بعده بزاويته المعروفة به بين السورين، فقام عليه أولاد عمه، ومقدمهم الشيخ عبد اللطيف، وسلك سبيل عمه والد صاحب الترجمة فى الكرم والبذل والإيثار، حتى بملبوسه فضلا عن طعامه، وكان عبد الرحمن يرمى بالإمساك، فمال فقراء الزاوية عليه مع عبد اللطيف، فترافعوا للحكام غير مرة، وكاد أمرهم يتم، فلم يلبث عبد اللطيف أن مات، واستقر الأمر لصاحب الترجمة، فصار معظما عند الحكام، وانتظم أمر الزاوية، لكنه أقبل على جمع المال، ثم ترك المدرسة، وتحول بعياله فسكن على بركة الفيل، وصار لا يأتى إلى الزاوية إلا يوم الجمعة غالبا،