وفى سنة تسع وخمسين وسبعمائة سافر إلى حلب ودمشق واجتمع بالأمير منجك المذكور وأقام ثلاث سنين معظما عند الأمراء والحكام والأهالى، وألف كتابا نحو كراستين سماه مشنف المسامع فى وصف الجامع- (الجامع الأموى بدمشق) - ومدح فيه الشام ووصف دمشق وأشهر تأليفه تاريخه المشتمل على حوادث الإسلام من ابتداء سنة ثمان وأربعين وستمائة إلى سنة ثمان وسبعين وستمائة المسمى بدرة الأسلاك فى دولة الأتراك جعله تكملة لكتاب أبيه وجده من قبله.
ومات بعد ذلك بحلب يوم الجمعة الحادى والعشرين من ربيع الثانى سنة تسع وسبعين وسبعمائة، وقد اشتغل ولده بعده بتكميل كتابه، وقد قدح فى هذا الكتاب أبو المحاسن فقال إنه كتاب قليل الفائدة قليل الصدق ولم أنقل منه إلا نادرا لأن السجع كان يحمل مؤلفه على التراكيب التى لا فائدة فيها ثم ذكر له أبو المحاسن غير ما مضى من الكتب كتاب نفحات الأرج من تبصرة أبى الفرج، وكتاب النجم الثاقب فى أشرف المناقب، وكتابا فى أخبار الدول وتذكار الأول ا. هـ. مترجما من كترمير.
[ترجمة أبى المحاسن بهاء الدين الشافعى]
وأما أبو المحاسن فقد ترجمه ابن خلكان فى كتابه وفيات الأعيان فقال هو يوسف ابن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد بن عتاب الأسدى، قاضى حلب المعروف بابن شداد الملقب ببهاء الدين الفقيه الشافعى، وكان شداد جده لأمه فنسب إليه لوفاة أبيه وهو صغير السن، فنشأ عند أخواله بنى شداد، وكان أولا يكنى أبا العز ثم كنى أبا المحاسن، ولد بالموصل ليلة العاشر من رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وحفظ بها القرآن الكريم، ثم لازم الشيخ أبا بكر يحيى بن سعدون القرطبى، وقرأ عليه بالطرق السبع والحديث والتفسير والأدب وأعطاه إجازة بخطه، وآخر ما روى عنه شرح الغريب لأبى عبيد القاسم بن سلام، ومن مشايخه أبو البركات عبد الله بن الخضر بن الحسين المعروف بابن الشيرجى والشيخ مجد الدين أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسى الخطيب بالموصل، ومنهم القاضى فخر الدين أبو الرضا سعيد بن عبد الله بن القاسم الشهرزورى والحافظ مجد الدين أبو محمد