للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن على الأشيرى الصنهاجى، والحافظ سراج الدين أبو بكر محمد بن على الجيانى، قاله أبو المحاسن عن نفسه.

ثم انحدر إلى بغداد بعد التأهل التام ونزل بالمدرسة النظامية وترتب فيها معيدا بعد وصوله إليها بقليل وأقام معيدا نحو أربع سنين ثم أصعد إلى الموصل فى سنة تسع وستين فترتب مدرسا فى مدرسة القاضى جمال الدين الشهرزورى وانتفع به جماعة وله كتاب فى الأقضية سماه ملجأ الحكام عند التباس الأحكام، ذكر فى أوائله إنه حج فى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وزار بيت المقدس والخليل بعد الحج وزيارة الرسول/، ثم دخل دمشق والسلطان صلاح الدين محاصر قلعة كوكب، فاستدعاه إليه وقابله بالإكرام التام وسأله عن جزء من الحديث ليسمعه عليه، فأخرج له جزأ جمع فيه أذكار البخارى فقرأه عليه بنفسه، فلما خرج من عنده تبعه عماد الدين الكاتب، وقال له السلطان يقول لك: إذا عدت من الزيارة وعزمت على العودة فعرفنا فلنا إليك مهم فأجابه بالسمع والطاعة، فلما عاد عرفه فاستدعاه وجمع له فى تلك المدة كتابا يشتمل على فضائل الجهاد نحو ثلاثين كراسة، ثم إنه اتصل بخدمة صلاح الدين فى مستهل جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة ثم ولاه قضاء العسكر والحكم بالقدس الشريف.

ثم فى سنة إحدى وتسعين اتصل بخدمة الملك الظاهر وقدم إليه بحلب وولاّه قضاءها، وكانت حلب إذ ذاك قليلة المدارس فاعتنى بتدبير أمورها، وجمع الفقهاء بها وعمرت فى أيامه المدارس الكثيرة، وكان الملك الظاهر قد قرر له إقطاعا جيدا ولم يكن للشيخ ولد ولا أقارب فتوفر له شئ فعمر مدرسة بالقرب من باب العراق سنة إحدى وستمائة ثم عمر بجوارها دارا للحديث النبوى وجعل بين المكانين تربة برسم دفنه فيها.

وقال ابن خلكان كان بين والدى وبين القاضى أبى المحاسن مؤانسة كثيرة وصحبه صحيحة من زمن الاشتغال بالموصل فجاورت عنده أنا وأخى وأوصاه بنا سلطان بلدنا الملك المعظم مظفر الدين أبو سعيد كوكبورى بن على بن بكتكين بكتاب بليغ يقول فيه أنت تعلم ما يلزم من أمر هذين الولدين، وإنهما ولدا أخى وأخيك ولا حاجة إلى التأكيد وأطال فى ذلك فتلقانا الشيخ بالقبول والإكرام حسب الإمكان والحقنا