ويقرأ سجله بمصر والقاهرة على المنبر، ولا يحال بينه وبين مصلحة إذا رآها، والولاة تشد معه إذا احتاج إلى ذلك، وجاريه ثلاثون دينارا فى كل شهر.
[دار العيار]
ثم قال: وكان للعيار مكان يعرف بدار العيار، تعيّر فيه الموازين بأسرها وجميع الصنج.
وكان ينفق على هذه الدار من الديوان السلطانى فيما تحتاج إليه من الأصناف. (انتهى باختصار).
وذكر الجبرتى فى ترجمة السيد المحروقى إن داره التى بناها فى الحارة المعروفة بحارة المحروقى من شارع الجودرية كان محلها دكة الحسبة. (انتهى). قلت: والظاهر أن دار العيار كانت فى محلها أيضا، لأن دار المحروقى دار كبيرة جدا، والمقريزى لم يذكر لدار العيار محلا على حدته، وإنما ذكر هما معا، ويكون شارع العطّارين والفحّامين هو المكان الذى قال إنه يعرف بالأبازرة ومكسر الحطب.
[دار الضرب]
ثم قال المقريزى أيضا: إنه كان فى مقابلة قيسارية العنبر - المتقدم ذكرها - المارستان والوكالة الحافظية، ودار الضرب، وكان موضعها حينئذ يعرف بالقشّاشين، ثم عرف بالخرّاطين. ثم قال: وصار مكان دار الضرب اليوم درب يعرف بدرب الشمسى، وباب هذا الدرب تجاه قيسارية العصفر التى هى قيسارية العنبر. (انتهى).
وهذه المواضع محلها الآن شارع الصنادقية وما جاوره من الجانبين، فاذا تأملت فيما قاله المقريزى من وصف دار الضرب وما ذكره من وصف شوارع القاهرة تجد أن درب الشمسى هو الزقاق الذى بجوار خان الهجين وما جاوره، فإنه قال إن دار الضرب بجوار خزانة الدرق التى هى اليوم خان مسرور الكبير، وموضعها حينئذ كان بالقشاشين المعروف اليوم بالخراطين وصار مكان دار الضرب اليوم درب يعرف بدرب الشمسى فى وسط سوق السقطيين المهامزيين. وباب هذا الدرب تجاه قيسارية العصفر. (انتهى).
وسوق السقطيين محله الآن سوق العقّادين البلدى من شارع الغورية، وقيسارية العصفر هى التربيعة ووكالة يعقوب بيك. فعلى هذا يكون الزقاق الذى به مستوقد حمّام الصنادقية وما جاوره هو درب الشمسى - كما تقدّم - ويكون سوق القشاشين أو الخراطين هو شارع الصنادقية الآن. ثم قال: فإذا دخلت درب الشمسى فما كان على يسارك من الدور فهو موضع دار الضرب وبجوارها دار الوكالة الحافظية.