للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مطلب فى الكلام على دار الكتب الصغيرة التى كانت بالإسكندرية]

قد ذكر أعيان مارسلان عند التكلم على السيرابيوم، أنه كان به دار الكتب، لكنها غير دار الكتب الكبيرة التى كانت ملحقة بالسرايات، ويؤيد ذلك ما ذكره (وتروف) حيث قال: إنه كان بمدينة الإسكندرية دار كتب غير الكبيرة، ولم يكن ثم غير الموجودة فى معبد السيرابيوم، ولبعدها عن المينا لم تصلها الحريقة، التى احترقت فيها السراية وملحقاتها عند محاصرة الإسكندرانيين قيصر.

وقد قيل إن عدد ما كان بها من الكتب يبلغ ٣٠٠٠٠٠ مجلد، وفى زمن كليوباترا أضيف إليها مائتا ألف مجلد، كانت بدار كتب مدينة بيرجام، فأخذها (أنتوان) معشوقها وأهداها إليها.

وبعد احتراق دار الكتب الكبرى، صار لا يوجد بمدينة الإسكندرية غيرها، وبعد أن كانت المدرسة ودار التحف من ضمن ملحقات السرايات، ألحقا بمعبد السيرابيوم، ومن ذلك الحين اتسعت شهرته إلى القرن الرابع من الميلاد.

ونقل (أمبير) الفرنساوى أن هذا المعبد احترق مرتين: مرة فى زمن القيصر (ماركوربل (١) ومرة فى زمن القيصر (كومور) (٢).

وفى خطط الفرنساوية: أن إحراق السيرابيوم كان بأمر البطريق (ثيوفيل) بعد توقف كثير من العلماء والأهالى، ثم بنى محل السيرابيوم كنيسة سميت أركاديوم؛ من اسم القيصر (أركاديوس) المتولى تخت القيصرية بعد القيصر (تيودوز (٣) الأكبر) وجعل فيها دار كتب، جمع فيها ما أبقته النار، وشيئا كثيرا من كتب النصرانية وهى التى ينسب إحراقها إلى عمرو ابن العاص لكن لم يعلم وجه انتساب ذلك إليه، فإن هذه الحادثة لم يتكلم عليها أحد من المؤرخين فى عصره، من النصارى وغيرهم، ولم يظهر ذلك إلا فى القرن الثالث عشر من الميلاد، من كتابة تنسب إلى أبى الفرج بطريق مدينة حلب، مع أنه لم يذكرها فى تاريخه العام.


(١) الصحيح «ماركوس أوريليوس» انظر: سعيد عاشور، أوربا العصور الوسطى، ج ١، ص ٣٠،٣، ص ٦١.
(٢) الصحيح «كمودس». انظر: تاريخ مصر فى عصر البطالمة،٤، ص ٢١٢.
(٣) الصحيح «ثيودوسيوس». انظر ما سبق ص ٩٢، حاشية (١).