للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الولاية مدينة تسمى (هيتوب)، وبقربها معبد يقال له: معبد المشترى بلاتون، فلم يلتفت بطليموس لذلك واشتغل بحظوظه، فأتى له الشاب وضايقه وقال له: إن لم تنجز ما أمرتك به أضعتك وملكك، فأرسل رسلا من طرفه بهدايا إلى ملك البون ليطلب التمثال، فحصل منه توقف ولكن بكثرة الهدايا والتهديد سلمه. فلما حضر التمثال بنى له معبد السيرابيوم.

وذكر أغلب المؤرخين: أنه مصرى، وذكر (جابيلونسكى) أنه (صنوب) بقرب منفيس اسمه (صنوبيوس) كان بقربه معبد سيرابيس، وهو المراد فى عبارة (تاسيت).

وكان المصريون يزعمون أن سيرابيس يشفى من الأمراض، وكان له كتاب من القسوس، يقيد ذلك فى دفاتر مخصوصة، وكان لهذا المقدس معابد كثيرة بمصر أشهرها ما كان بمنفيس والإسكندرية، وكان منها واحد بمدينة كانوب له شهرة عظيمة.

وكان بقرب السيرابيوم الملعب المعروف عند الروم بكلمة: استاد، وكان يلعب فيه على رأس كل خمس سنين ومحله الجمناس، على ما حققه محمود بيك، وكان على الشارع الكبير المار فى وسط المدينة طولا، ومن ضمنه الآن شارع باب شرقى، وعلى الشارع الكبير القاطع للمدينة عرضا وزاويته الشرقية البحرية تقاطع الشارعين. وباب شرقى الآن-أو باب رشيد- يقع فى جهتها البحرية بقليل.

وكان الجمناس المذكور أو الملعب، عبارة عن محل متسع محاط ببواك محمولة على أعمدة فى طول استاد، وكان بوسطه-على ما ذكره استرابون-المحكمة والبساتين.

وقد شاهد (مانى) الفرنساوى فى هذا المحل سنة ١٧٣٥ ميلادية عدة أعمدة، بعضها قائم وبعضها ملقى على الأرض فى مسافة خمسمائة خطوة، وجميعها على خط مستقيم تدل على أحد أضلاع الميدان، وفى مقابلتها بعض أعمدة أخرى تؤيد ذلك، وكان أثر بناء من الطوب فى الوسط يدل على بقايا نافورة، فإن لم يكن ذلك/الجمناس فهو الميدان الملاصق له.