للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالإسكندرية، والقبر الذى يعزى إليه يمكن أنه قبر الإسكندر، وليس ذلك ببعيد.

وذكر (ليون) الإفريقى، وكان فى القرن الخامس عشر، أنه رأى أهالى الإسكندرية تعظم قبر الإسكندر كتعظيمهم للنبى.

وفى سنة ١٥٤٦ ذكر (مرمول) أنه شاهده فى وسط المدينة، قريبا من كنيسة سان مارك.

ومدفن البطالسة السابق الذكر كان ملحقا بالسراية، وكذا المزيوم؛ وهو عبارة عن محل يجتمع فيه عدة من العلماء، وكان به دار كتب حرّقت عند وضع سيزار، أو قيصر النار، فى سفن الإسكندرانيين.

وبناء على ما ذكره (استرابون)، كان به محل تنزه وذلك للجلوس، يجتمع فيه العلماء لتعاطى الطعام، وكان لهؤلاء العلماء إيراد مشترك، ورئيسهم فى الأصل كان من الكهنة، وكان توليته بأمر الملك ثم صار بأمر القيصر.

وبيت قنصل بروسيا الآن بالإسكندرية، هو محل المزيوم المذكور، وأما السيرابيوم فمحله على التحقيق عمود السوارى، وهو من بناء (بطليموس سوتر) فى قرية رقودة، على ما ذكره (تاسيت)، فى محل المعبد الذى كان للمقدس (إزيس) وللمقدسة (سيرابيس) (١) معبودة أهالى هذه القرية قديما.

وذكر المؤرخ المذكور: أنه فى زمن بطليموس، أول مؤسس دولة البطالسة، حين كان مشغولا بزينة المدينة، رأى فى نومه شابا جميل الصورة عظيم الخلقة، فأمره بأن يرسل إلى بلاد البون من يأتى بتمثاله، ووعده ببقاء ملكه وسعادته، ثم بعد ذلك صعد إلى السماء فى وسط سحاب من نار، فتعجب بطليموس من ذلك، وأرسل إلى المعبرين من المصريين، وقصّ عليهم ما رآه، فلم يدروا بلاد البون، فأرسلوا أحضروا من ناحية إيلوزى (بتمونى الاثنين) وسألوه فى ذلك، فبعد أن استفهم ممن لهم معرفة بهذه البلاد، قال: إنه فى ضمن


(١) الصحيح «للمقدس (سيرابيس) وللمقدسة (إيزيس)».