وبهذه الحارة أيضا حمام يقال له حمام الشعرانى معد للرجال والنساء، وعامر إلى الآن.
[ترجمة حسن كتخدا الجلفى]
وبآخرها بيت كبير يعرف ببيت الست الجلفية، وهى زوجة حسن كتخدا الجلفى الذى ترجمه الجبرتى حيث قال: الأمير حسن كتخدا عزبان الجلفى كان إنسانا خيّرا، له بر معروف وصدقات وإحسان للفقراء، ومن مآثره أنه وسع المشهد الحسينى، واشترى عدة أماكن بماله وأضافها إليه، وصنع له تابوتا من آبنوس مطعما بالصدف مضبّبا بالفضة، وجعل عليه سترا من الحرير المزركش بالمخيش، وعملوا له موكبا ووضعوه على المقام الشريف.
توفى يوم الأربعاء تاسع شوال سنة أربع وعشرين ومائة وألف، وخرجوا بجنازته من بيته بمشهد حافل، وصلى عليه بسبيل المؤمنين بالرميلة، واجتمع بمشهده زيادة عن عشرة آلاف إنسان، وكان حسن الاعتقاد يميل إلى الفقراء. ﵀.
[ترجمة الأمير على كتخدا الجلفى]
وسكن بيته من بعده الأمير على كتخدا الجلفى وهو - كما فى الجبرتى - أيضا. الأمير الكبير على كتخدا الجلفى تنقل فى الإمارة بباب عزبان بعد سيده، وتقلد الكتخدائية، وصار من أعيان الأمراء بمصر، ومن أرباب الحل والعقد، وسبب تلقيبهم بهذا اللقب، هو أن محمد أغا مملوك بشير أغا القزلار - أستاذ حسن كتخدا - كان يجتمع عليه رجل يسمى منصور السنجلفى من قرية من قرى مصر تسمى سنجلف، وكان متمولا وله ابنة، فخطبها محمد أغا لمملوكه حسن كتخدا - أستاذ المترجم - وزوّجها له، وهى خديجة المعروفة بالست الجلفية، ولم يزل المترجم باقيا على حرمته وإمارته إلى أن قتل بعد سنة ثلاثين ومائة وألف.
ومن مآثره القصر الكبير الذى بناحية الشيخ قمر المعروف بقصر الجلفى، وكان فى السابق قصرا صغيرا يعرف بقصر القبر صلى، وأنشأ أيضا القصر الكبير بالجزيرة المعروفة بالفرشة تجاه رشيد. وله غير ذلك مآثر كثيرة وخيرات، رحمه الله تعالى. (انتهى). (قلت):
والدار المذكورة باقية إلى اليوم، لكنها متشعثة، وجارية فى وقف الجلفى، والناظرة عليها حليمة السوداء، وهى تجاه زاوية سيدى على وفا.