الثلاث فتية، وهم: حنانيا وعزاريا وميصائيل، وكانوا فى أيام بختنصر، فعبدوا الله تعإلى خفية، فلما عثروا عليهم راودهم بختنصر أن يرجعوا إلى عبادة الأصنام، فأمتنعوا، فسجنهم مدة ليرجعوا، فلم يرجعوا، فأخرجهم وألقاهم فى النار، فلم تحرقهم. والنصارى تعظمهم وإن كانوا قبل المسيح بدهر.
وذكر ايضا إن فى مقابلتها دير أبى هور الراهب، ويعرف بدير سوادة، وسوادة عرب نزلوا هناك فخربوا ذلك الدير، وبقربها أيضا دير يعرف بدير العسل فيه كنيسة مارى جرجس.
وفى خطط الفرنساوية إن أرضها خصبة حسنة الزراعة، وكان ينقل منها العنب الجيد إلى القاهرة، فلم يكن يصلها يانعا بلا ذبول، بسبب أن المسأفة بينهما مائة وثمانون ألف خطوة، وكان فيها عمارات مشيدة، وهياكل فى غاية من العظم، وفيها أطلال كثيرة من الأبنية العتيقة، وكان أهلها أرباب ثروة يتجرون فى الجهات حتى فى بلاد السودان.
[(وقعة على بك الكبير مع حكام القلعة)]
ومن حوادث منية ابن خصيب ما ذكر الجبرتى فى حوادث سنة ثمانين ومائة وألف أن على بك الكبير الملقب ببلوط قين اجتمع بها هو وصالح بك ومن معهما، وبنوا حولها أسوارا وأبراجا وركبوا عليها المدافع، وقطعوا الطريق على المسافرين، وأرسل على بك إلى ذى الفقار بك وكان بالمنصورة وصحبته جماعة من الكشاف، فأتوا المنية ليلا، وانضم إليهم جموع كثيرة من الغز والأجناد والهوارة والشجعان.
وذلك أن على بك كان قد تغلب على القلعة، وأمر بنفى جماعة من الأمراء ليصفو له الوقت، حتى نفى عبد الرحمن الكتخدا الذى هو ابن سيده ومركز الدولة - ونفى صالح بك المذكور إلى غزة، فأقام بها مدة، ثم نقله من غزة إلى رشيد، ورتب له ما يصرفه، وجعل له فائظا كل سنة عشرة أكياس،