ويستمر ذلك كل سنة ستة أشهر، وفى باقى السنة يكون الإيراد كل يوم عشرين مينا، عبارة عن ألف وثمانمائة فرنك، إلى آخر ما قال.
[انظر ذلك فى الكلام على سوهاج من (حرف السين)]
ثم إن بلاد الفيوم كانت من إقطاعات فخر الدين عثمان الأستادار فى سلطنة الملك الكامل، لما فى المقريزى أنه كان بالقاهرة فى موضع يعرف بالبرقية، برج حمام يسمى ببرج الفيوم، وكان بناؤه بأمر الأمير فخر الدين عثمان الأستادار فى زمن السلطان الكامل، وكان الفيوم من ضمن إقطاعاته، فكان حمام البريد يأتى بأخبار المديرية إلى هذا الأمير، فينزل بهذا البرج، ويأخذ الأخبار منه إليها، فمن هذه الأسباب سمى برج الفيوم. انتهى.
ثم إن بحر يوسف يشق مدينة الفيوم، فيمر فى وسطها، وعليه قنطرتان قديمتان، يعبر عليهما: إحداهما فى مبدأ المدينة، توصل إلى الأسواق التى بداخلها، والثانية فى آخرها البحرى، وفوق هذه جامع.
وفى زمن العزيز محمد على باشا صار تجديد القنطرة الأولى من أصلها لاختلال حصل بها، وكان ذلك سنة ١٢٥٩ هجرية، ومبانى المدينة بالطوب الآجر وحاراتها ضيقة غير مستقيمة، وبها خانات وحوانيت وقهاو وغير ذلك مما تشتمل عليه المدن، وفى جهتها الغربية سوق دائم يقال له سوق العمور، وبها عدة مساجد جامعة بمنارات.
وأشهرها جامع الروبى، نسبة إلى الشيخ الروبى المدفون بجواره، وهو مشهور يزار، وله مولد كل سنة فى نصف شعبان يجتمع فيه خلق كثيرون، وبعض عوام تلك الجهة يزعمون أنه من نسل روبيل أخى نبى الله يوسف ﵇.