للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو من الكرم بجانب عظيم، وله اعتناء بقضاء حوائج الإخوان تبعا لوالده، وله الاعتقاد التام فى طائفة الصوفية وتهجد عظيم فى الليل، وأما حلاوة منطقه وحسن عشرته فأمر عظيم لا يكاد جليسه يمل من طول مجالسته. وقال: وما رأيته قط يزاحم على شئ من أمور الدنيا، فاسأل الله تعالى ان يزيده من فضله اللهم آمين. انتهى

[ترجمة الشيخ عبد الكريم المسيرى]

وإليها ينسب أيضا الإمام العالم العلامة الشيخ عبد الكريم المسيرى ترجمه الجبرتى بأنه: أحد الأذكياء الشيخ عبد الكريم بن على المسيرى الشافعى المعروف بالزيات لملازمته الشيخ سليمان الزيات.

حضر دروس فضلاء الوقت، ولازم شيخه حتى صار معيدا لدروسه، ومهر وأنجب، وتضلع فى الفنون ودرس وأملى وكان أوحد زمانه فى المعقولات.

ولازم دروس الشيخ الحفنى وتلقن منه العهد، ثم أرسله الشيخ إلى بلاد الصعيد لأنه جاءه كتاب من أحد مشايخ الهوارة ممن يعتقد فى الشيخ بأن يرسل إليه أحد تلامذته لينتفعوا به، فكان هو المعين لهذا الأمر فألبسه وأجازه.

ولما وصل إلى ساحل بهجورة بالصعيد تلقته الناس بالقبول التام، وعينوا له منزلا واسعا وحشما وخدما وأقطعوا له جانبا من الأرض ليزرعه. فقطن ببهجورة واعتنى به أميرها شيخ العرب إسماعيل بن عبد الله فدرس وأفتى وأعطى العهود وأقام مجلس الذكر، وراج أمره وتملك عقارات ومواشى وعبيدا وزروعات.

ثم تقلبت الأحوال فى الصعيد فأوذى وأخذ ما بيده من الأراضى، فأتى إلى مصر فلم يجد من يعينه لوفاة شيخه ثم عاد ولم يتحصل على شئ مما كان بيده.

وما زال ببهجورة حتى مات فى أواخر سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف.

انتهى.