العلم البلقينى ونوه به وأرسله إلى الصالحية ومعه نقباؤه، وبسفارة رتيبه الصلاح المكينى، واستمر ينوب لمن بعده، واشتهر إقدامه ورقة دينه ودقة نظره فيما يوصل به المبطل لتزيينه مع فضيلته وتمام خبرته، فقربه لذلك أهل الفرض (١) والهوى، وتجنبه من فى قلبه تقوى بحيث امتنع المثبتون من تنفيذ أحكامه، وأسفر عن جراءة زائدة وتهوّر تام، ودخل فى قضايا مشكلة، وأهين من الأمير أزبك وغيره، وألبسه الأشرف قايتباى خلعة؛ لقيامه بأعباء التعدى بالهدم الكائن بالقاهرة، الذى انتصب فيه للأملاك والأوقاف بالبهتان والزور، وما كان أسرع من أن أطفأ الله جمرة ناره، ففر-بعد قتل الدوادار الذى كان يعنيه-إلى بلاد الحجاز وكان قد جاور هناك قبل، وما نفق له هناك سوق لجلالة عالم مكة، فتزايد خموله وتجرع فقرا تاما، وأنعم عليه السلطان بعشرين دينارا فى توسعة رمضان وبجوالى مما لم يكن يكتفى به فى اليوم، ولا زال فى فقر مدقع وذل موجع، وتناول اليسير من الصغير فضلا عن الكبير حتى مات سنة خمس وتسعين وثمانمائة، انتهى.
[ترجمة الشيخ محمد الأنصارى السوهائى]
وفى «الضوء اللامع» أيضا أن منها الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن أبى بكر الشمس الأنصارى السوهائى القاهرى الحنفى القادرى، ولد بسوهاى وزعم أنه سمع الشرف بن الكويك ولازم الأمين الأقصراى، واختص بغير واحد من الأمراء، وأجاد اللعب بالشطرنج وجوّد الخط، وخطب بمدرسة الجائى والجانبكية مع وظائف فيهما وفي غيرهما، بل استقر بعد الأقصراى فى مشيخة الايتمشية بباب الوزير، ثم تزايدت جهاته حتى أن السلطان تلمح له بما يقتضى ثبوت ذلك عنده مع إمساكه، انتهى.