أبواب التحصيل، فضاق خناق المعلم جرجس وخاف على نفسه، فهرب إلى قبلى، ثم حضر بأمان وانحط قدره ولازمته الأمراض حتى مات.
[(طهنة)]
بليدة صغيرة من قسم منية ابن خصيب، واقعة فى شرقى النيل بنحو ربع ساعة، وفى الشمال الشرقى لمنية ابن خصيب بنحو أحد عشر ألف متر، وكانت تسمى قديما اكوريس، كما فى بعض كتب الأقباط، وكانت بين الجبل وأراضى المزارع، ولم يكن بها زمن الفرنسوية سوى بعض تيجان أعمدة وحجارة ضخمة، وباقى أبنيتها مدفون تحت التراب، وكلما حفر فيها ظهرت أبنية، وربما ظهر من الحفر بيوت كاملة، ويوجد بالجبل مغارات كثيرة، بها آثار تدل على بلد قديم كان فى هذا الموضع، والغالب أنها هى التى كانت تسمى اكوريس، وبعض هذه المغارات عليه نقوش، وكثرة الدخان الحاصلة من إيقاد النار داخل المغارات سوّدت وجوهها، وضيعت كثيرا من نقوشها.
وهناك مغارات أخر مجردة عن النقوش، يظهر أنها كانت محاجر، ونقل (لطرون) عن العالم (لوت) الفرنساوى الذى ساح فى مصر فى زمن العزيز محمد على، واطلع على النقوش التى فى المغارات، أن لفظ اكوريس فى الأصل اسم لأحد المقدسين عند المصريين، وكان هو المقدس فى هذه المدينة، ووجده ويلكنسون مكتوبا على أحد شقى صورة ضفدعة، وفى شقها الآخر رسم صورة مقدسين جالسين، رأس أحدهما رأس ضفدعة، ورأس الآخر رأس باشق، ويعلوهما صقر ناشر جناحيه، ومن ذلك استنبط (لطرون) أن اكوريس كانوا يجعلونه ثالث ثلاثة اجتمعت فى أقنوم واحد، ويقدسونه فى ثلاث صور، واستنبط أيضا أن هذا الإسم، كان لقبا لأحد ملوك العائلة التاسعة والعشرين، وعلى ما ذكره (مانيتون) و (الإفريقى) و (أزيب) و (شنسيل)، أن هذا الملك هو الذى اتحد مع ايواجوراس على العجم، انتهى.