بالديار المصرية، الذى قتله المرحوم إبراهيم باشا فى ناحية منية القمح في مبدأ فتح المساحة سنة ١٢٣٦.
وكان ابتداء توليته ذلك المنصب فى سابع عشر جمادى الأولى سنة مائتين وعشرين بعد الألف وكان قبله المعلم جرجس الجوهرى/القبطى كبير المباشرين بالديار المصرية، فقبض عليه الباشا وعلى جماعة من الأقباط، وسجنهم ببيت كتخدائه، وطلب حسابه من ابتداء سنة خمس عشرة، وكان المعلم غالى كاتب الألفى، فأحضره وألبسه المنصب، وفى ذاك الوقت خلع على السيد محمد المحروقى، خلع الاستمرار على ما كان عليه أبوه من أمانة الضربخانه وغيرها، وجرجس الجوهرى هو أخو المعلم إبراهيم الجوهرى، تعين مكان أخيه بعد موته فى زمن رياسة الأمراء المصريين رئيسا على المباشرين والكتبة، وبيده حل الأمور وربطها فى جميع الأقاليم المصرية، نافذ الكلمة وافر الحرمة، وتقدم فى أيام الفرنسيس فكان رئيس الرؤساء، وكذلك عند مجئ الوزير والعثمانيين، فقدموه بسبب ما يسديه إليهم من الهدايا والرغائب، حتى كانوا يسمونه جرجس أفندى، ويجلس بجانب العزيز محمد على باشا، وبجانب شريف أفندى الدفتردار، ويشرب بحضرتهم الدخان، ويراعون جانبه ويشاورونه فى الأمور.
وكان عظيم النفس ويعطى العطايا، ويفرّق على جميع الأعيان عند قدوم شهر رمضان الشموع العسلية والسكر والأرز والكساوى والبن، ويعطى ويهب وبنى عدة بيوت بحارة الونديك والأزبكية، وأنشأ دارا كبيرة وهى التى كان يسكنها الدفتردار، ويعمل فيها الباشا وابنه الدواوين عند قنطرة الدكة، وكان يقف على أبوابه الحجاب والخدم، ولم يزل على ذلك حتى ظهر المعلم غالى وتداخل فى الأمور، فكان إذا طلب الباشا طلبا واسعا من المعلم جرجس، يقول له: هذا لا يتيسر تحصيله، فيأتى المعلم غالى فيسهل الأمور ويفتح