أحدها من الجهة الشرقية يوصل إلى ساحلها، وهو مرسى عظيم يجتمع فيه مراكب بكثرة وعنده قرية عامرة تسمى ساحل طهطا، فيها شونة لغلال الميرى، وفيها أبنية متينة ومساجد وكنيسة يجتمع فيها نصارى البلاد المجاورة لها، وأهلها مسلمون ونصارى، وفيها بساتين نخيل وفواكه، ويتفرع من هذا الجسر جسر إلى جهة بحرى يوصل إلى ناحية السوالم بحرى الساحل، وهى قرية صغيرة فيها جنينة رفاعة بك، وجنات أخر وفيها نخيل بكثرة، وأكثر أهلها مسلمون، وبحرى هذه القرية قرية الشيخ زين الدين.
والجسر الثانى يمتد فى جهة الجنوب فيصل إلى بنى عمار ثم يميل إلى الغرب فيوصل إلى ناحية عنيس، ثم إلى السوهاجية ثم يعتدل إلى جهة الجنوب فيوصل إلى نزة الدقيشة، ثم جهينة حتى يصل إلى سوهاج.
والجسر الثالث يمتد فى جهة الشمال، فيوصل إلى ناحية بنجا، ثم يتفرع منه فرع إلى الشرق فيوصل إلى ترعة شطورة، وفرع إلى جهة الغرب يسمى عمودكوم بدر، يوصل إلى بنى حرب، وتقطعه السوهاجية ثم يمر فى بلاد الهلة غربى السوهاجية إلى الجبل.
ويحيط ببندر طهطا عدة قرى، كناحية القبيصات فى غربيها فوق شاطئ السوهاجية الشرقى، وناحية الطليحات فوق السوهاجية أيضا من غربيها وهى ثلاث قرى، وناحية الصوامعة فى شمال طهطا الشرقى غربى البحر الأعظم، وناحية بنجا والسوالم والشيخ زين الدين وغير ذلك، وأكثر تلك القرى بل جميعها يجلب إلى هذا البندر أنواع الخضر واللبن والوقود ونحو ذلك، على عادة البنادر والأرياف.
ومن بندر طهطا أيضا بسلوس بك وأخواه طوبية ودوس، الذين كانوا زمن العزيز من رجال المعية وترقوا إلى رتبة البيكوية، وقبل ذلك كان بسلوس بك رئيس الكتاب فى عموم القطر، وهو ابن المعلم غالى رئيس الكتاب والمباشرين