عليك وعلى الباشا، وأن قصده السفر إلى اسلامبول ليجتمع على مخدومه الأول قبطان باشا، ويذكر هناك فى حق الباشا أفاعيل، وذكر له أيضا أنه استخرج من أحكام النجوم التى يعانيها أن الباشا يحصل له نكبة بعد مدة قليلة، ويحصل ما يحصل من الفتن، وأنه يريد الخروج من مصر قبل وقوع ذلك.
فلما رجع الباشا من سفره، توسل المترجم بالكتخدا فى أن يستأذن له الباشا، وما زال يتردد فى طلب الإذن والكتخدا يلقى إلى الباشا فى حقه، حتى أوغر صدره منه، وأذن له وأضمر قتله بعد خروجه من مصر، فعند ذلك باع داره وما استجده حولها والبستان الذى بخارج قناطر السباع وما زاد عن حاجته، واشترى عبيدا وجوارى وقضى لوازمه وسافر إلى رشيد ليسافر من الإسكندرية إلى بلاده، فكتبوا خلفه بعد ثلاثة أيام إلى خليل بك حاكم الإسكندرية مرسوما بقتله فبلغه خبر ذلك وهو بثغر رشيد فلم يصدقه، وقال:
أى ذنب أستوجب به القتل، وما الذى منعه من قتلى وأنا عنده بمصر، وما سافرت إلا بإذنه، وودعته وقبلت يديه وهو مبشوش معى كعادته، فلما حضر بالإسكندرية ونزل السفينة، أرسل إليه خليل بك يدعوه فأجابه وخرج من السفينة، فاحتاطت به العساكر وتحقق ما كان بلغه برشيد، فقال: أمهلونى حتى أتوضأ وأصلى ركعتين، وألقى نفسه فى البحر من حلاوة الروح، فضربوا عليه بالرصاص وأخرجوه وتمموا قتله، وأخذوا ما بصناديقه من الكتب، وكان الباشا قد طلبها وأخذ خليل بك ما معه من المال والدراهم، وأعطى ولده جانبا، وأذن له بالسفر مع عياله، وكان قتله فى أواخر شهر صفر من سنة سبع وعشرين بعد المائتين والألف، انتهى.
ولمدينة طهطا غير السوق الدائم سوق حافل جدا كل يوم خميس، يباع فيه الحيوانات وغيرها، ويتفرع منها ثلاثة جسور.