هو بشارع النحاسين بجوار القبة المنصورية والمارستان المنصورى، الذى هو المدرسة المنصورية عن يسار الذاهب من النحاسين إلى الحسينية، وشعائره مقامة بالأذان السلطانى والجمعة والجماعة، وهو المعروف فى خطط المقريزى بالمدرسة الناصرية.
قال فى الخطط: هذه المدرسة بجوار القبة المنصورية من شرقيها كان/موضعها حماما، فأمر الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى بإنشاء مدرسة موضعه.
فوضع أساسها وارتفع بناؤها إلى نحو الطراز المذهب الذى بظاهرها فكان من خلعه ما كان. فلما عاد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى مملكة مصر سنة ثمان وتسعين وستمائة أمر بإتمامها وقد اشتراها قبل الإشهاد بوقفها فكملت فى سنة ثلاث وسبعمائة، وهى من أجل مبانى القاهرة وبابها من أعجب ما عملته أيدى بنى آدم فإنه من الرخام الأبيض البديع الزى الفائق الصناعة نقل إلى القاهرة من كنيسة من كنائس عكا وأخذه كتبغا من ورثة الأمير بيدار وعمله على باب هذه المدرسة.
وأنشأ الملك الناصر من داخل بابها قبة جليلة لكنها دون قبة أبيه ونقل إليها أمه، ووقف عليها قيسارية الأمير على بخط الشرابشيين والربع الذى يعلوها وكان يعرف بالدهيشة، ووقف حوانيت بخط باب الزهومة ودارا خارج دمشق.
فلما مات ابنه أنوك من الخاتون طغاى دفنه بهذه القبة وعمل عليها وقفا يختص بها، ورتب فيها أربعة دروس على المذاهب الأربعة فى الأربعة أواوين، وأجرى عليهم المعاليم ورتب بها إماما وجعل بها خزانة كتب، وكان يجلس بدهليزها الطواشية وكان يفرق بها على سائر أرباب الوظائف السكر فى كل شهر ولحوم الأضاحى فى كل سنة، وهى اليوم عامرة من أجل المدارس، انتهى من المقريزى باختصار.
[جامع نجم الدين]
هذا الجامع خارج باب البحر بطريق بولاق.
أنشأه نجم الدين بن غازى دلال المماليك، وأقيمت فيه الجمعة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ولقلة السكان حوله يغلق فى غير يوم الجمعة اه. مقريزى.