للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجامع الأزهر (١)

هو المسجد الجامع بالقاهرة المعزية، والمدرسة الكبرى بالديار المصرية، والحرم الذى يلى المساجد الثلاثة فى الشهرة ولهجت ألسن أهل الأقطار بذكره وعظّمت أمره، فهو غنى عن البيان والتحديد، وقد أفردناه بنبذة حسنة فراجعها.

[جامع إسكندر باشا]

هو بشارع باب الخرق. أنشأه الأمير إسكندر باشا أيام ولايته على مصر سنة ثلاث وستين وتسعمائة وأنشأ تجاهه تكية ومكتبا وكان الجميع من أعظم المبانى.

ولما حصل التنظيم الجديد فى زماننا هذا وعملت الشوارع والميادين أزيل الجامع والتكية وما جاورهما من الدور والحوانيت، وفتح الشارع الجديد الكبير المعروف بشارع محمد على، وصار موضع الجامع والتكية والحمام الذى كان هناك وجملة منازل ميدانا عظيما تجاه سراى الأمير منصور باشا.

وفى نزهة الناظرين أن إسكندر باشا هذا تولى على مصر فى عشرين من شهر ربيع الثانى سنة ثلاث وستين وتسعمائة، وعزل فى شهر رجب سنة ست وستين وتسعمائة، فكانت مدته ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وعشرة أيام، وعمر الجامع بباب الخرق وتكية تجاهه وسبيلا، وجعل عليها أوقافا وشرط النظر لمن يكون يكلربكيا (٢) بمصر. وكان من أهل الخير والصلاح والعفة والدين رحمه الله تعالى وعفا عنه انتهى.

وفى حجة وقفيته أنه وقف عليه وعلى غيره مما يأتى سبعة وعشرين حانوتا بجواره وتحته، ومكانا لعمل شمع العسل بخط درب سعادة ومكانا هناك فوق حوض لشرب الدواب، وبقنطرة باب الخرق مكانا تجاه السبيل والمكتب اللذين وقفهما بجوار ذلك الجامع، ومكانا تجاه درب سعادة بجوار الجامع يعرف ذلك المكان بإنشاء صلاح الدين المالطى عامل ديوان المواريث الخشرية بالديار المصرية وهو مطل على الخليج، وعدة أماكن متجاورة بخط بين السورين، منها مطبخ للسكر وطاحون وفرن وحوانيت وربعان، وأصل تلك الأماكن من ملك الأمير جانم الحمزاوى، وعمارة بمدينة فوّة تشتمل على مقعد وخان وأربعين حانوتا ومصبغتين وتسعة عشر حاصلا داخل القيسارية، وستة وثلاثين رواقا ورزقة بمدينة فوّة


(١) انظر «الجامع الأزهر» ص ٢٩ من هذا الجزء.
(٢) انظر شروط النظر فى نهاية حجة وقفيته ص ١١٩ من هذا الجزء.