الأشرف شعبان بن حسين عنه وأعطاه إمرة مائة وتقدمة ألف، وجعله أمير سلاح برانى ثم جعله أمير سلاح أتابك العساكر وناظر المارستان المنصورى عوضا عن الأمير منكلى بغا الشمسى فى سنة أربع وسبعين وسبعمائة. وتزوج بخوند بركة أم السلطان الملك الأشرف فعظم قدره واشتهر ذكره، وتحكم فى الدولة تحكما زائدا إلى سنة خمس وسبعين وسبعمائة، فركب يريد محاربة السلطان بسبب طلبه ميراث أم السلطان بعد موتها، فركب السلطان وأمراؤه وبات الفريقان على الاستعداد للقتال، فواقع ألجاى مع أمراء السلطان إحدى عشرة وقعة انكسر فى آخرها ألجاى وفر إلى بركة الحبش، وصعد من الجبل من عند الجبل الأحمر إلى قبة النصر ووقف هناك فاشتد على السلطان، فبعث إليه خلعة بنيابة حماة، فقال: لا أتوجه إلا ومعى مماليكى كلهم وجميع أموالى فلم يوافقه السلطان على ذلك. وبات الفريقان على الحرب، فاتسل أكثر مماليك ألجاى فى الليل إلى السلطان، وعندما طلع النهار بعث السلطان عساكره لمحاربته بقبة النصر، فلم يقاتلهم وولى منهزما والطلب وراءه إلى ناحية الخرقانية بشاطئ النيل قريبا من قليوب، فتحير وقد أدركه العسكر فألقى نفسه بفرسه فى البحر يريد النجاة إلى البر الغربى، فغرق بفرسه ثم خلص الفرس وهلك ألجاى، وبعث السلطان الغطاسين إلى البحر تتطلبه فتبعوه حتى أخرجوه إلى البر فى يوم الجمعة تاسع المحرم سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
فحمل فى تابوت على لباد أحمر إلى مدرسته هذه وغسل وكفن ودفن بها. وكان مهيبا جبارا عسوفا عتيا، تحدث فى الأوقاف فشدد على الفقهاء وأهان جماعة منهم، وكان معروفا بالإقدام والشجاعة انتهى.
[جامع الجاكى]
هذا الجامع كان بدرب الجاكى عند سويقة الريش. وهو من مساجد الحكر، ثم زاد فيه الأمير بدر الدين المهمندار وجعله جامعا بمنبر سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وصليت فيه الجمعة، ثم خرب الحكر فتعطل الجامع لخراب ما حوله، فحكم بعض قضاة الحنفية ببيعه فاشتراه الشيخ أحمد الزاهد فأخذ أنقاضه وبناها فى جامعه الذى بالمقس سنة سبع عشرة وثمانمائة. قاله المقريزى.
[ترجمة الجاكى]
وفى طبقات الشعرانى: أن الشيخ حسين الجاكى كان إمامه وخطيبه، وكان واعظا صالحا بذكر الناس وينتفعون بكلامه، وعقدوا له مجلسا عند السلطان ليمنعوه من الوعظ وقالوا: إنه يلحن. فرسم السلطان بمنعه. فشكا ذلك لشيخه الشيخ أيوب الكناس، فخاف