والثانية فى قبليها فى الباطن المعروف بالناصرى المتصل باللبينى تجاه قنطرة بأربع عيون فى بحرى قرية افوه وقدر الفتحة المذكورة خمسون مترا وقد تم عملها واستعملت إلى الآن، وجميع هذه الفتحات جعلت لتصريف المياه القبلية إلى النيل، وعند قلة النيل تستعمل فتحة افوه لرىّ نحو ألفى فدان من جزيرة أبى ناصر وناحية الواسطة وناحية أطواب، انتهى.
[ترجمة الشيخ الصالح عبادة بن على الجرزى المالكى]
وفى كتاب:(تحفة الأحباب وبغية الطلاب) أن من قرية جرزة هذه الشيخ الصالح العارف العالم العامل الزاهد زين الدين عبادة بن على بن صالح بن عبد المنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فهر بن عمر الأنصارى الجرزى المالكى، ولد بها فى سنة ثمانين وسبعمائة وهو من أعيان السادة المالكية بالديار المصرية، كان يشغل الناس فى الجامع الأزهر وبمدرسة السلطان برسباى الأشرف.
ولما توفى قاضى القضاة شمس الدين البساطى طلبه الملك الظاهر جقمق العلائى للقضاء فاختفى، وقيل سافر من القاهرة إلى أن بلغه أن السلطان ولى القضاء الشيخ بدر الدين بن التنيسى فظهر، وكان له اعتقاد فى الفقراء ومحبة زائدة لهم ولم يكن فيه تكبر مع شهرته فى العلم، بل كان منطرح النفس فإنه كان يشترى السّلعة من السوق ويحملها بنفسه ويحمل طبق الخبز إلى الفرن ولا يدع أحدا يحمل عنه.
توفى يوم الجمعة السابع من شوّال سنة ست وأربعين وثمانمائة، انتهى.
ومن أهالى هذه القرية من انغمس فى بحار خير العائلة المحمدية ونال الرتب والمناصب الشريفة جماعة منهم طلبة أفندى عيسوى، دخل فى عسكر البيادة نفرا من بلده فى زمن المرحوم سعيد باشا، وتعلم القوانين العسكرية، وترقى فى زمنه من نفر إلى رتبة البيكباشى، وفى عصر الخديوى إسمعيل باشا أخذ رتبة قائمقام، وجعل مفتش جفالك الدائرة السنية ببلاد المنية، وأنعم عليه بإشراقة من السراية العالية، وله دراية بالقراءة والكتابة وليس له أسفار.
ومنها عبد القادر عبد الصمد ترقى إلى رتبة بيكباشى، دخل العسكرية نفرا فى