هذا الجامع بالأزبكية قرب رصيف الخشاب بجوار ضريح الشيخ محمد أبى قوطه كما فى حجة وقفيته وهو الآن فى نهاية شارع عابدين، والكيخيا محرفة عن الكتخدا التى هى كلمة تركية معناها الوكيل.
وفى تاريخ الجبرتى: أن هذا الجامع أنشأه الأمير عثمان كتخدا القازدغلى، ولما تمم بناءه فى سنة سبع وأربعين ومائة وألف عين فيه للتدريس العلامة الشيخ عمر بن على ابن يحيى بن مصطفى الطحلاوى المالكى الأزهرى، وجعل إمامه وخطيبه الفقيه الحنفى الشيخ حسن بن نور الدين المقدسى، وأول ما صلى فيه وقع به ازدحام عظيم حتى ان الأمير عثمان بيك ذا الفقار حضر للصلاة متأخرا فلم يجد له محلا يصلى فيه فرجع وصلى بجامع أزبك، وقد ملئت المزملة التى أنشئت بجوار المسجد بالسكر المذاب وشرب منها عامة الناس وطافوا بالقلل لشرب من بالمسجد من الأعيان.
وقد عمل المنشئ سماطا عظيما فى بيت كتخداه سليمان كاشف الكائن برصيف الخشاب، وخلع فى ذلك اليوم على الخطيب والمدرس وأرباب الوظائف وفرق على الفقراء دراهم كثيرة.
وبعد ذلك شرع فى بناء الحمام الذى بجوار الجامع المعروف الآن بحمام الكيخيا اه.
وهو الآن مقام الشعائر وبه اثنان وعشرون عمودا أكثرها من الرخام وقبلته مشغولة بالرخام الملون وبها عمودان من معدن أسود، وجميع بوائكه من الحجر الآلة وسقفه خشب بصنعة بلدية، وفى صحنه لوح رخام به كتابه وباب السبيل والمكتب فى الطريق الموصل للمسجد، وكان على باب السبيل لوح رخام مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم جدد هذا الصهريج المبارك عبد الله جوربجى من صدقات وخيرات المرحوم الأمير عثمان كتخدا مستحفظان قازدغلى واقف هذا المكان الواقع تاريخه فى اثنين وعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وستين ومائة وألف، وقد سقط هذا اللوح عند هدم وجه السبيل وحفظ عند خادم المسجد وناظره السيد رضوان البكرى.