للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعين مصرف ذلك لمستحقيه شرعا، ويفرز منه معاليم الفقهاء والصلحاء وأقام على كل طريق خفراء لحفظ المسافرين.

وكان كثير السياسة حسن المداراة إلا أنه كان مغرما بجمع المال مجتهدا فى تحصيله، وأحدث فى البلاد حوادث سماها الحقوق لم تعرف قبله. ومن نظمه:

إذا تحققتم ما عند صاحبكم … من الغرام فذاك القدر يكفيه

أنتم سكنتم فؤادى وهو منزلكم … وصاحب البيت أدرى بالذى فيه

ودفن أوّلا بقلعة دمشق، ثم نقل إلى جوار جامع بنى أمية، انتهى من المقريزى باختصار.

وفى بدائع الزهور: أن الملك الكامل كان له اجتماع بشرف الدين بن الفارض، وكان يميل إلى فن الأدب ويطارح الشعراء، ومما وقع له مع المظفر الشاعر الأعمى أنه قال: أجز على نصف هذا البيت وهو:

قد بلغ العشق منتهاه.

فقال المظفر: ومادرى العاشقون ما هو!.

فقال الكامل: وإنما غرّهم دخولى.

فقال المظفر فيه: فهاموا به وتاهوا.

فقال الكامل: ولى حبيب يرى هوانى.

فقال المظفر: وما تغيرت عن هواه.

فقال الكامل: رياضة الخلق فى احتمالى.

فقال المظفر: وروضة الحسن فى حلاه.

فقال الكامل: أحور سود العيون ألمى.

فقال المظفر: يعشقه كل من يراه.

فقال الكامل: ريقته كلها مدام.

فقال المظفر: ختامها المسك من لماه.