للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من يحمل المنقطعين من ماء إلى ماء حتى يوصلهم إلى البلد، فلما استخلف عثمان بن عفان -أقام الضيافة لأبناء السبيل والمتعبدين فى المسجد. وأوّل من بنى دار ضيافة بمصر للناس عثمان بن قيس بن أبى العاص السهمى-أحد من شهد فتح مصر من الصحابة- وكان ميدان القصر الغربى الذى هو الآن الخرنفش دار الضيافة بحارة برجوان، وكانت هذه الدار أولا تعرف بدار الأستاذ برجوان، وفيها كان يسكن حيث الموضع المعروف بحارة برجوان، ثم لما قدم أمير الجيوش بدر الجمالى، وتولى الوزارة بمصر سكنها، وصارت دار وزارة إلى أن انتقل الملك الأفضل ابن أمير الجيوش إلى دار الوزارة الكبرى بعد توليته مكان أبيه، فترك هذه الدار لأخيه المظفر جعفر بن بدر الجمالى، وكان يلى العلامة السلطانية، فنسبت إليه، وصار يقال لها دار المظفر.

[مطلب زاوية جعفر]

إلى أن قتل ودفن بها، وقبره معلوم إلى الآن فى زاوية صغيرة بقرب دار السلحدار، شعائرها مقامة من جهة ناظرها الشيخ مصطفى نصر ومشهورة بزاوية جعفر، والمقريزى شنع على من قال إنه جعفر الصادق بكلام طويل عند ذكر رحبة جعفر ملخصه أنه قال: «هذه الرحبة تجاه حارة برجوان يشرف عليها شبابيك مسجد تزعم العوام أن فيه قبر جعفر الصادق، وهو كذب مختلق وإفك مفترى ما اختلف أحد من أهل العلم بالحديث والآثار والتاريخ والسير أن جعفر بن محمد الصادق مات قبل بناء القاهرة بدهر لأنه مات سنة ثمان وأربعين ومائة، والقاهرة اختطت فى سنة ثمان وخمسين وثلثمائة بعد موت جعفر الصادق بنحو مائتى سنة وعشر سنين ثم قال: والذى أظنه أن هذا موضع قبر جعفر ابن أمير الجيوش الملقب بالمظفر». (اه.)

[الكلام على محل دار جعفر]

ثم بعد جعفر توارثها الناس إلى أن خربت، وآخر العهد بموضعها أنه كان به ربع كبير وحمام وجملة خرائب، وسقط الربع بعد سنة سبعين وسبعمائة. ومن سنة ثمان وسبعين استولى عليها قاضى القضاة شمس الدين محمد الطرابلسى، وشرع فى عمارتها دارا، ولما حفر أساسها وجد به عتبة من حجر صوّان فنقلها إلى المدرسة البرقوقية بخط بين القصرين، ووضعت فى المزملة بدهليز المدرسة، وهذه العتبة تشبه أن تكون عتبة دار المظفر ولما أتم