للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثيرة، وكثيرا ما يقرأ به أهل الأزهر دروسهم لاتساعه ونظافته وخفته؛ فإنه تلوح عليه علامات القبول.

[ترجمة الملك الأشرف]

والأشرف هو كما فى تاريخ الإسحاقى: الملك الأشرف أبو النصر برسباى الدقماقى، تولى الملك يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثمانمائة، وهو ثامن ملوك الجراكسة، وكان سلطانا مهيباذا شهامة وتدبير، وفتح قبرس سنة تسع وعشرين وأحضر ملكها أسيرا ذليلا حقيرا، حتى وقف بين يديه بخضوع وانكسار فتحنن عليه وأعاده إلى مملكته بمن اختاره من أتباعه، وجعل عليه خزينة يرسلها له فى كل سنة، وعمر بخانقاة سرياقوس جامعا عظيما وسبيلا، وعمر تربته خارج باب النصر جوار تربة الظاهر برقوق، وبنى مدرسته برأس الوراقين.

ويحكى أن مؤذنا بها كان مولعا بشرب الخمر يؤذن وهو سكران، فرأى/فى منامه السلطان برسباى يضربه بالقرابيج على رجليه وهما فى الفلقة، فلما أفاق لم ير أحدا ورأى أثر الضرب فى رجليه، ووجد نفسه مقعدا فتاب إلى الله تعالى، واستمر مقعدا إلى أن مات.

وتوفى السلطان برسباى يوم السبت ثالث عشر ذى الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة انتهى.

وفى نزهة الناظرين: يقال إنه قتله ابنه يوسف ودفن بتربته خارج باب النصر، وكان سلطانا جليلا مهيبا لين الجانب، يميل إلى الخير وسماع القرآن، ويصوم الخميس والاثنين والأيام البيض وأول كل شهر وآخره، ويبجل أهل الصلاح، وأمر بعمارة أماكن متعددة بالمسجد الحرام، وكانت سفرته المشهورة إلى آمد وديار بكر سنة ست وثلاثين وثمانمائة.

وله الأوقاف العظام على الخيرات وأنواع البر انتهى.

وفى كتاب وقفيته أنه وقف هذا الجامع برأس الجزيرتين وبه السبيل والمكتب، ومسجدا بباب النصر ومدرسة بالصحراء خارج باب النصر، وتربته بجوار تلك المدرسة وبها سبيل ومزملة وصهريج، وزاوية بالصحراء تجاه تلك المدرسة وقبة هناك، ومسجدا بسرياقوس وبه سبيل وبئر، وحوضا بناحية السوادة، وستة حوانيت بجوار المدرسة الأشرفية وبناء محكرا هناك، ومكانا بالوراقين وخانا تجاه المدرسة، ومكانين بجوار المدرسة السيفية، ومكانا بخط باب الزهومة، وحانوتا تجاه المدرسة الصالحية وطبقة فوقه ومكانا بجواره، ومكانا بخط بين القصرين، وأمكنة بخط الركن المخلق، ومكانا داخل باب النصر، وحاصلا بخط